25 يناير 2015

ماكبث



ما الحياة الا ظل يمشي، وما الانسان الا ممثل مسكين يتبختر ساعة على المسرح، ثم لا يسمعه احد. 
(ماكبث لشاكسبير)
jتقدم لنا مسرحية ماكبث مفهوم الشر عند شاكسبير، وقد وصفها البعض انها اعظم مسرحية اخلاقية في تاريخ الادب. وهي اكثر نضجا من مسرحيته "ريتشارد الثالث" الذي كان شريرا يجد في الشر متعته، اما ماكبث فيبدأ حياته الاجرامية خائفا مترددا يقدم رجلا ويؤخر اخرى. مسرحية ماكبث تمثل مأساة ماكبث النبيل الموهوب والقائد المحنك الذي تقود طموحاته الى الخيانة والجريمة، ويأخذ البعض علي المسرحية ان يقوم شخص بمثل صفاته بعمل اجرامي بشع ولكن يغيب عنهم احتمالات صدور الشر عن الشخصيات الفاضلة. لم يكن في طبيعة ماكبث نزوع للشر وانما هو مجرد طموح لا حد له يجعله يفضل ارتكاب الجريمة عن الفشل في تحقيق مطامحه. وان كان الطموح هو الذي قاد ماكبث الى قتل الملك دانكان فان الخوف قاده الى قتل الحارسين وبانكو وعائلة ماكدف.
بوسعنا ايضا ان نلمس الشبه الشديد بين حديث ماكبث مع الساحرات اللاتي يتنبأن له بنوال العرش وبين حديث ايفان كرومازوف مع الشيطان من حيث ان الحديثان يصوران الصراع الدائر في نفسيهما.
اسمعه يقول:
"اني امرؤ تلقى من يد الدنيا ابشع الضربات حتى غدوت لا ابالي بما اصنعه او يصيبني حتى انتقم منها، وبت على استعداد للمخاطرة بحياتي في سبيل تغييرها او التخلص منها".
"تريد المجد وعندك كثير من الطموح. ولكنك اكثر رحمة وانسانية مما ينبغي، مما سيحول بينك وبين اختيار أقصر الطرق نوال مرادك. تريد نيل المعالي دون ان ترتكب ما يخل بالشرف."
وهي مسرحية تتناول موضوع نوال الجزاء في الحياة الدنيا.
"احساسي بالذنب يجعلني افضّل فقد الاحساس بنفسي. لقد خيّل اليّ انني سمعت صوتا يصيح: "لن تعرف النوم الهادئ بعد اليوم. النوم البرئ النوم الذي يزيل معاناة اليوم. ذلك الموت اليومي الذي يختم حياة كل نهار. ليدفع  عنا الكلل و يضمد جراح الاذهان ويمدنا بالقوة على العيش".
ثم القلق المستمر.
"ما هذا الذي اصابني حتى بات كل صوت يخيفني.
اني افضّل الاعدام، عن ان تقض مضجعي الاحلام المزعجة التي ترتعد لها فرائصي كل يوم او يغشاني الخوف كلما جلست الى طعامي.
وحتى اذا تبلد الضمير فثمة الافتقار الدائم الى الاحساس بالامان.
"لا قيمة للملك ان لم اكن آمنا في ملكي. انني لا اخشى سواه فنجمي هو دائما باهت الضوء الى جوار نجمه."
وسرعان ما تنشأ الرغبة في ضرورة مواصلة الشر والاستمرار في السير في طريقه حتى النهاية والعجز عن الاقلاع عنه.
"فما بدأناه من شر يقوى بالمزيد من الشر". وهذا يشبه القول المشهور "الهزائم تقود الى هزائم اخرى".
"قد اصبنا الافعى دون ان نقتلها. وستندمل هذه الجراح ولكننا سنكون في خطر من انيابها".
"لقد عشت بما يكفي حت اصفرّت اوقات عمري واوشكت على السقوط. والان ارى عزمي وقد وهن وبدأت املُّ الحياة واتطلع الى نهاية العالم".
واخيرا فان ماكبيث هي مأساة رجل لا اخلاق له في عالم اخلاقي، وهي عكس مسرحية "هاملت" التي تمثل ماساة رجل كريم الخلق في عالم لا اخلاقي.

هاملت

موضوع المسرحية:
"هاملت" تمثل ماساة رجل كريم الخلق في عالم لا اخلاقي. ، وهي عكس مسرحية "ماكبيث" التي هي مأساة رجل لا اخلاق له في عالم اخلاقي.
تدور احداث المسرحية حول الأمير هاملت الذي يتفجع بحرقة بالغة على فقد والده المتوفىَّ حديثًا، ويُبْدي امتعاضه أيضًا من زواج أمه للمرة الثانية من عمه كلوديوس، الذي خلف والده على العرش. ويظهر للأمير شبح والده فيخبره بأن كلوديوس قتله، ويطلب الشبح من هاملت الانتقام من الملك الجديد.
يفكر هاملت مليًا في أمر تصديق الشبح. وفي مناجاته لنفسه يلوم نفسه لعدم معارضة الملك، ويتأمل عواقب الانتحار ومنافعه. ويقرر هاملت أن تقوم مجموعة جوالة من الممثلين بتمثيل قصة تشبه قصة مقتل والده أمام كلوديوس، لكي يختبر رد فعل هذا الأخير. وهذا ماحدث بالفعل، حيث يكشف انفعال الملك الشديد عن تورطه في الجريمة. ويفوت هاملت فرصة لقتل كلوديوس وهو يركع لأداء الصلاة.
يقرر بولونيوس، مستشار الملك، أن يسترق السمْع خلال زيارة الأمير لأمه في مخدعها، فيختبئ خلف الستارة. لكن هاملت يحس بوجود شخص خلف الستارة، فيطعنه ويرديه قتيلاً.
يقوم كلوديوس بنفي هاملت إلى إنجلترا عقابًا له على قتل بولونيوس. ويصدر أمرًا سرِّيًا بإعدامه حال وصوله إلى هناك. لكن هاملت يخالف الأوامر ويعود إلى الدنمارك. ويصل إليها في موعد دفن أوفيليا، ابنة بولونيوس، وهي الفتاة التي أحبها، إذ تفقد صوابها إثر موت والدها، فتُغرق نفسها، ويلقي ليارتس، أخو أوفيليا، اللوم على هاملت في مقتل أبيه وأخته، ويوافق على الاشتراك في مكيدة لقتل هاملت، بسيف مسموم في المبارزة. ويطعن ليارتس هاملت، ثم يجرح نفسه بالسلاح المسموم. وفي أثناء مشاهدة المبارزة، تشرب أم هاملت من كأس الخمر المسموم التي أعدها كلوديوس، ليشرب منها هاملت، ثم يقتل هاملت كلوديوس، ويموت هو متأثرًا بجراحه. ويموت في النهاية، كل من هاملت وكلوديوس وليارتس وجرتروود، أم هاملت.
عالج شكسبير حبكة هاملت المعقدة ببراعة فائقة، فقد صور في هذه المسرحية أعظم معرض من الشخوص المسرحية. ويعتبر دور هاملت على وجه التحديد واحدًا من أكبر التحديات في التمثيل المسرحي. فقد ركَّز شكسبير على التناقض العميق في شخصية هاملت العقلاني والمثالي، الحائر بين متطلبات العواطف وشكوك العقل.

هاملت البطل:
فمن هو هاملت هذا؟ انا ايضاً لا اعرف بطلاً ادبياً آخر نال مثل هذه المناقشات (المجادلات). حفظ لنا تاريخ المسرح الكثير من هاملت: والفيلسوف والبراغماتي والدساس والرومانتيكي، والمستقيم الرأي (ارثوذكسي)، والقاتل والشاعر والمستهتر والفنان والنحيف والطويل والقصير، وقد اظهروا هملت بلحية وبدونها وبشعر طويل واصلع، وغير ذلك.
والعجيب انه عند كل قراءة جديدة، تتغير المسرحية كالحرباء وتستجيب لمتطلبات المخرجين المنفذين، لذلك عندما نتحدث عن التفسير لهذا البطل، فعلينا ان نتذرع بالامر الرئيسي المسلم به: ان لكل "هاملت" الخاص به. وبعد ذلك من الممكن ببساطة البحث في ماهية هذا البطل.
وكأن هذه المسرحية قد كتبت، كي يجد الجميع الموضوعات التي يرغبون فيها لان هذه المسرحية عبارة عن محيط بأكمله مليء بالموضوعات والمشاكل وأيضاً فانك عمداً لا تستطيع تذكر الموضوع الذي ذاب في مكان ما في هذه المسرحية. أطلق اي موضوع يأتي في ذهنك مثل: الحب، الصداقة، الخيانة، وغير ذلك. ستجد كل هذه الموضوعات فيها عند القراءة الدقيقة. ذات مرة طلب احد اساتذة معهد للفنون المسرحية من الطلبة كتابة موضوعات وفعلا كتبوا 59 موضوعا وبعد ذلك قرأوا المسرحية، ووجدوا الاجابة عن الـ 59 موضوعا في هذه المسرحية.

تحميل المسرحية من هـــــنا