كان وفيق جالسا في اخر غرفة الاستقبال في بيته، على اريكة فخمة من نوع الانتيكات، الضوء شحيح نوعا ما وهناك عدة كتب مجلدة مذهبة الحواف، تشكل حيزا من خزانة لها واجهة بلورية، اعداد متناثرة من الانسيكلوبيديا بريتانيكا، ومختارات من الشعر، وروايات امريكية على غرار (ذهب مع الريح).
سألني عن الحال في مصر ومن غير ان ينتظر اجابة انطلق يعدد سيئات النظام الحاكم في مصر ومساوئ الحياة فيها، ولم يكن قد وضع قدمه على ارضها منذ قرابة خمسة عشر عاما، تكلم عن القمامة والاهمال والذباب والرشوة، ولم يذكر البيروقراطية والتعصب الاعمى والسعي للسلطة بارتداء عباءة الدين. رددت عليه وانا احاول ان اتحكم في نبرة صوتي، وكان منطقي ما معناه، ان الناس في مصر اكرم واكثر اصالة ودفئا منهم في اي مكان اخر وعلى الاقل في اوربا وانهم في البيئة المناسبة يبدعون ويتفوقون.. لكنه قاطعني في احتداد واحتدام صارخ.. عرفت بعد لك ان ابنته لم تسعد في زواجها وان المشاكل والمتاعب من جراء ذلك كانت تنوء بكتفيه.
قصاصة من رواية حريق الاخيلة.
رابط تحميل رواية حريق الاخيلة هنــــــــــــا
رابط مجلد يحتوي بعض روايات ادوار الخراط هنـــــــــا