31 مايو 2015

ثورة ام شغب؟


كانت مدام جيشار قد نادت العاملات لديها لتنهاهن عن المشاركة في الثورة، ذاكرة انها كانت طيبة في معاملتهن. ولكنهن اجبن بان الامر يتعلق بمبدأ لصالحها و لصالحهن ولصالح الانسانية جميعا.
فما كان منها الا انها سخطت ولعنت وجن جنونها..
اما لارا ففي سيرها الى الفندق كان الطريق خطرا، اسرعت الخطى مستهينة بالحياة، منكرة لها، ساخرة منها، وتمنت لو تنتهي حياتها في تلك اللحظة باحدى هذه الرصاصات المنهمرة، و تذكرت ما قيل في الكنيسة: فليبارك الرب الضعفاء والمحرومين.. وفي المنزل كان افراد العائلة يتحدثون عن الثورة واسبابها، والقوى التي يمكن ان تدفع الانسان الى الشر. احتدم النقاش بقدومها ومع ذلك فان اراؤهم كانت تبدو بالنسبة لها مضطربة،غامضة، وكأنها اضغاث احلام. وها هي ترى في اعمال الشغب مشهدا تتجلى فيه تلك الدوافع. وفي الايام التالية مع ان الحياة كانت تجرى مجراها، الا انك كنت لا تعدم سماع دوي الرصاص هنا وهناك بين الحين والاخر..

منقول بتصرف عن رواية "دكتور زيفاجو" للاديب باسترناك الحائز على جائزة نوبل للاداب.

17 مايو 2015

خوف وجزع


اخذ يجس نبضها فقالت بكلمات مرتعشة:
- لا فائدة.. الموت يحوم حولي. ان اقتلاع ضرس يخيف، فما بالك باقتلاع الحياة؟!
- وما معنى هذا؟ 
صمتت و انهمرت الدموع على خديها و صمت يورا كذلك. غير انها ما لبثت ان استأنفت حديثها قائلة: 
- انت ماهر. موهوب. فقل لي شيئا يطمئنني.
ترك مقعده .. وراح يذرع الغرفة ثم عاد ليقول:
- اولا سوف تتحسنين. ارى ذلك. و اما عن الموت فسوف تعود الينا الحياة بالقيامة ..
وهكذا راح يحدثها بفلسفته و علمه، ويذكرها برأى احد الفلاسفة الذي يرى ان الموت لا وجود له، لأن الموت هو الماضي، اما نحن ففي الحاضر الخالد الذي لا يموت.
وخلال نوافذ حجرتها ذات الاضاءة الخافتة بدت اصوات المدينة رتيبة كأنها خلية النحل .. ولكنها كانت محطمة القوى، تعتريها الاوهام مصورة لها انها قريبة من الموت، وانها  صارت عبئا على العائلة.. ومنعتها علتها النفسية من مشاركتهم حياتهم العادية.

عن رواية لتولستوي

16 مايو 2015

رواية القزم


رواية القزم لبار لاجركفيست ذات بعد فلسفي عميق. في القزم نجد استكشاف الهوية الفردية والاجتماعية. تقع احداث الرواية في وقت كثرت فيه المكائد السياسية وعمّت فيه الاضطرابات المدن الإيطالية. توجه الرواية الانظار الى أعمق ما في الصراعات اي الخوف والكراهية، كما تصور ولع بعض الناس بالعنف. وادون هنا مقطع من رواية “القزم” 
"لقد لاحظت أنه في بعض الأحيان اخيف الناس؛ والحقيقة ان ما يخشونه هو أنفسهم، انهم مساكين لانهم يعتقدون أنه أنا من يخيفهم، ولكن من يخيفهم هو القزم داخلهم، وذلك الوجه شبيه القرد الذي يقبع في أعماق نفوسهم".

روابط ذات صلة:
رواية القزم بالانجليزية