الصفحات

19 مايو 2016

رواية "صوت من الريح" - مراجعة

صوت فى الريح - الجزء الأول #علامة الأسد

My rating: 5 of 5 stars

سؤال شائع يخطر على ذهن اي شخص يقرأ هذه الرواية هل هذا الرواية لها بعد ديني؟ الاجابة بكلمة واحدة بسيطة ستكون: "نعم." هذه الرواية رواية مسيحية عن الفترة الزمنية التي سجل فيها الكتاب المقدس (العهد الجديد). وتوجد اشارات للكتاب المقدس في جميع فصول القصة: الاسماء – البلاد – الاحداث ....

فكرة عن الرواية:
تدور احداث القصة حوالي عام 70م او بعد 40 عاما من صلب المسيح، حيث كان اتباع يسوع يتعرضون للاضطهاد. كونك مسيحيا كان شيئا مخيفا خلال تلك الفترة، لأنه إذا اكتشف ذلك فهذا يعني أن تكون طعاما للأسود للترفيه عن الرومان.

لفهم رواية "صوت في الرياح" من المهم أن نعرف قليلا عن الشخصيات الأربعة الرئيسية في القصة.

شخصيات الرواية:
هداسا او هدّسة: فتاة يهودية صغيرة قتل أهلها اثناء خراب اورشليم على يدي تيطس القائد الروماني. سبيت هداسا من وطنها وبيعت كعبدة او امة. انها قد ولدت يهودية (اليهودية تعني على حد سواء الجنسية والدين)، ولا أحد كان يشك أنها مسيحية. لم يكن ينظر إليها على أنها تشكل تهديدا بسبب مظهرها العادي البسيط، ولكن جمالها الداخلي كان يجذب الناس لها. انها أيضا عبدة لسيدة تدعى جوليا.

ماركوس فاليريان: هو شاب ثري في أوائل 20 العشرينات من عمره. في عالمنا المعاصر كان يعتبر "داعر"، لأنه كان يعرف نساء كثيرات. انه وسيم جدا ولديه ثقة كبيرة في نفسه.

جوليا فاليريان: أخت ماركوس، فتاة في سن المراهقة. فاسدة، أنانية، وفتاة عابثة. لديها قدر كبير من الجمال الخارجي كان موضعا لحسد العديد من النساء ومحط انظار كثير من الرجال.

اتريتاس: كان محاربا في بلاده، سبي من بلاده واجبر على المصارعة. وكان يعامل مثل الحيوان. وضع في قفص وأجبر على القتال والقتل للبقاء على قيد الحياة. كان ذلك يتم كنوع من الرياضة والعروض الرياضية التي تقدم في المسارح الرومانية انذاك من أجل إمتاع وتسلية الرومان. امتلأ قلبه بالكراهية من الرومان وما فعلوه به من اسره واذلاله.

نقد الرواية:
في العموم أحببت الجزء الأول من الرواية، والذي يصوّر سقوط اورشليم وايضا يصوّر انتقال هداسا الى العبودية الرومانية. كنت منذ عدة سنوات مهتما بهذه الفترة الزمنية التي سجلت في "خراب اورشليم" والذي صورفي رواية "مذكرات يوسيفوس".

كان لدي من قبل صورا مخزنة في اذهاننا عن الحقيقة التاريخية الخاصة بأن المنهزمين في الحروب يصبحون عبيدا للغزاة، ولكن وصف "فرانسين ريفرز" المثير، جعل الرعب واقعا ملموسا وعمّق صدمة تلك الصور بطريقة لم أفكر بها من قبل. اعتقد ان اي قارئ لهذه الفصول الاولى لا يشعر الا والدموع تفر من عينيه حين يفكر في عدد الأشخاص الذين عانوا من دمار وخراب اورشليم على ايدي الرومان. كما أنني وجدت تصويرا مثيرا للاهتمام بروما القديمة. أنا مبهور بالطريقة التي صورت الروائية بها للقارئ كم الفساد والشر الذي كان يسود في المدينة، دون أي تشتيت لذهن القارئ بالخوض في الكثير من التفاصيل. وهذه الجزئية هامة للدراسة لاي مجتمع يقبع الفساد داخله لفترة من الوقت قبل أن يتحول إلى مجتمع يرتدي ثيابا من الفضيلة ويتجاهل الفساد به.

ومع ان الفصول الاول كانت تراجيدية بشكل هائل الا ان الرواية تمتلئ في الفصول اللاحقة بخضم من المشاعر الانسانية على اختلاف انواعها وخاصة الرومانسية ويمكننا القول ان "ريفرز" كانت ناجحة كروائية رومانسية قبل اعتناقها المسيحية، وتستعرض في الرواية هذه المقدرة والموهبة الخاصة.
على المستوى الروحي، صورت فرانسين صراع هداسا مع مشاعر الخوف من الكشف عن هويتها المسيحية ومشاركة البشارة بالإنجيل مع الاخرين، رغم الظروف القاسية التي مرت بها من اضطهاد الرومان للمسيحيين في تلك الفترة، ولكن يا لها من نعمة أنها كانت قادرة على مواجهة هذا العنف وقسوة العبودية دون أي ضرر نفسي يعيقها عن الاستجابة كمسيحية لدعوة مشاركة الانجيل مع الوثنيين! ولكن، ومع ذلك، نقول ان الكمال أو شبه الكمال في الأبطال والبطلات هي العنصر الرئيسي في هذا النوع الرومانسي من الروايات.
لذلك، كانت مشاعري تجاه رواية "صوت في الرياح" مختلطة. هل الرواية اعجبتني؟ نعم. واتشوق لقراءة باقي اعمال الروائية المبدعة فرانسين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك يثري الموضوع