قراءة في رواية "ايام
زمان"، تغريدة الشعب الواحد
تأليف: ا.د/
انطون
يعقوب ميخائيل- 2011
عانى
الخواجة حنا صدمة قاسية قبل بضعة شهور،
واجهها بعد عودته من خدمة تطوعية في
الادارة التعليمية، مع بعض زملائه، استمرت
اسبوعين وسط القرى والنجوع في ضواحي
مدينته..
مرت
الايام ثقيلة وهو يئن تحت وطاة البطالة
وتضاعفتالايام لتصير شهورا وسنينا.
وكانت
ازمة طاحنة تعصف ببلده وبالعلم كله.
بينما
ازدادت حالات الافلاس وتنوعت مظاهر الفقر،
وانتشرت القلاقل وخرجت التظاهرات ولعلع
الرصاص في الطرقات، انفتحت الابواب لظهور
طبقة فاحشة الثراء. طفى
بعض عناصرها من قاع المجتمع ومعه عاداته
وقيمه المتدنية ليضيف وهقا على كاهل
المجتمع. وان
ظلت غالبية الشعب يشكلون فئة متماسكة
متقاربة، تواجه معا قسوة الحياة وندرة
السلع الضرورية وبطش الغلاء.
فزينب
تقرع الباب بلطف وثقة لتطلب من جارتها
دميانة بعض الشاي او السكر او غيرهما،
فتجد الترحيب والاستجابة.
ولندة
تطلب الملس من ام محمد لتلبسه امها عند
خروجها الى الطريق، فتسلمه لها بابتسامة
رقيقة.
وافلست
تجارة الخواجة حنا مع غيره من المفلسين
، وخرج من السوق، وطرد من بيته ايضا،
فالمصائب – كما يقال – لا تاتي فرادى.
واخذ
حنانيا على عاتقه ان يجد مخرجا لازمته.
وفي لقاء
له مع صديقه محمود اكتشف ان الاخير عرف
بالمشكلة بحسه الصحفي، وعن طريق صلته
باهل البندر، خاة وان حنا كان من كبار
رجال التجارة. وفي
لباقة – وعلى استحياء – عرض على حنانيا
مشروعا – ليساعده بطريقة غير مباشرة.
يتلخص
المشروع في ان قريبا له في مجال الاستيراد
والتصدير يريد فتح فرع لنشاطه في حي شبرا،
يقوم هو بالتكاليف اللازمة بينمايقوم
حنا بادارته.
لم
يصدق حنانيا اذنيه في البداية ومحمود
يعرض عليه الفكرة . ووجد
نفسه يعانقه بحرارة العرفان ويشد علي
يديه عرفانا.
وفي
وحدته اخذ حنانيا يقلّب عرض محمودمن جميع
الوجوه. وراى
ان يعرضه اولا على امه، وهي السيدة الحكيمة.
فانصتت
لكلامه بكل اهتمام، وسرعان ما عبرت عن
رضاها، واعتبار ذلك العرض عطية الهية.
فهي
متدينة . تستهل
صلاتها في الاونة الاخيرة بالعبارة "يا
عالم بالحال يا رب" مصحوبة
بتنهيدة تدل على ما يعصف بها وبولدها من
ازمة. ثم
تشرع في سرد قائمة المشاكل والمتاعب.
وتختم
تضرعها بهتاف "يا
محب البر" ملتمسة
انصافه . الا
ينصف الله مختاريه؟! وقد
خبرت الحياة طويلا وتعلمت ان الله ينصف
سريعا دون ان يبطئ او يسرع وفقا لتقديرات
البشرية. فلاستجابته
توقيتها التي يجب ان ينتظرها البشر في
صبر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك يثري الموضوع