الصفحات

17 مايو 2015

خوف وجزع


اخذ يجس نبضها فقالت بكلمات مرتعشة:
- لا فائدة.. الموت يحوم حولي. ان اقتلاع ضرس يخيف، فما بالك باقتلاع الحياة؟!
- وما معنى هذا؟ 
صمتت و انهمرت الدموع على خديها و صمت يورا كذلك. غير انها ما لبثت ان استأنفت حديثها قائلة: 
- انت ماهر. موهوب. فقل لي شيئا يطمئنني.
ترك مقعده .. وراح يذرع الغرفة ثم عاد ليقول:
- اولا سوف تتحسنين. ارى ذلك. و اما عن الموت فسوف تعود الينا الحياة بالقيامة ..
وهكذا راح يحدثها بفلسفته و علمه، ويذكرها برأى احد الفلاسفة الذي يرى ان الموت لا وجود له، لأن الموت هو الماضي، اما نحن ففي الحاضر الخالد الذي لا يموت.
وخلال نوافذ حجرتها ذات الاضاءة الخافتة بدت اصوات المدينة رتيبة كأنها خلية النحل .. ولكنها كانت محطمة القوى، تعتريها الاوهام مصورة لها انها قريبة من الموت، وانها  صارت عبئا على العائلة.. ومنعتها علتها النفسية من مشاركتهم حياتهم العادية.

عن رواية لتولستوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك يثري الموضوع