كانت مدام جيشار قد نادت العاملات لديها لتنهاهن عن المشاركة في الثورة، ذاكرة انها كانت طيبة في معاملتهن. ولكنهن اجبن بان الامر يتعلق بمبدأ لصالحها و لصالحهن ولصالح الانسانية جميعا.
فما كان منها الا انها سخطت ولعنت وجن جنونها..
اما لارا ففي سيرها الى الفندق كان الطريق خطرا، اسرعت الخطى مستهينة بالحياة، منكرة لها، ساخرة منها، وتمنت لو تنتهي حياتها في تلك اللحظة باحدى هذه الرصاصات المنهمرة، و تذكرت ما قيل في الكنيسة: فليبارك الرب الضعفاء والمحرومين.. وفي المنزل كان افراد العائلة يتحدثون عن الثورة واسبابها، والقوى التي يمكن ان تدفع الانسان الى الشر. احتدم النقاش بقدومها ومع ذلك فان اراؤهم كانت تبدو بالنسبة لها مضطربة،غامضة، وكأنها اضغاث احلام. وها هي ترى في اعمال الشغب مشهدا تتجلى فيه تلك الدوافع. وفي الايام التالية مع ان الحياة كانت تجرى مجراها، الا انك كنت لا تعدم سماع دوي الرصاص هنا وهناك بين الحين والاخر..
منقول بتصرف عن رواية "دكتور زيفاجو" للاديب باسترناك الحائز على جائزة نوبل للاداب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك يثري الموضوع