صعب عليّ ان احدثكم عن موضوع القصيدة. انها نوع من الاحداث الرمزية مصبوبة في قالب غنائي. سأحكي لكم بايجاز عنها: يرفع الستار عن جوقة من النساء تعقبها جوقة من الرجال ثم جوقة من عناصر الطبيعة لا ادري ما هي، وتأتي اخيرا جوقة من الارواح ..وهذه الجوقات كلها تغني شيئا مبهما شديد الابهام هو في اكثر الاحيان نوع من اللعن لكنه لعن يقال بلهجة لا سبيل الى مغالبة ما تثيره من ضحك، وفجأة يتغير المشهد ليحل محله ما يسميه المؤلف "عيد الحياة"، و فيه تشترك الحشرات نفسها باغنيات وتظهر سلحفاة فتنطق بعبارات لاتينية .
تلك هي القصيدة التي منعت من النشر حينئذ لانها عدت خطرة. وقد اقترحت على استيفان ان ينشرها لانها في ايامنا هذه خالية خلوا مطلقا من كل خطر. فرفض اقتراحي باستياء واضح. ذلك ان القول بأن قصيدته لا تشتمل على شئ خطر لم يرضه، وهذا هو السبب الذي اعتقد انه جفاني من اجله بعد ذلك طوال شهرين.
رواية المجنون - دوستويفسكي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك يثري الموضوع