الصفحات

21 يونيو 2017

رؤية نقدية لادب نجيب محفوظ


السرد في ادب نجيب محفوظ له دلالة ومغزى. وتتماسك خيوط القصة، وتتشابك في اسلوب سلس. وينسج نجيب محفوظ القصة في خيوط متشابكة لا يترك اي علاقة بين الشخصيات تفلت من بين قلمه. في قصته "صوت من العالم الاخر" نجد الرمز. نجد ادوات التعبير عن رؤيته للموت، يمتزج فيها الوعى باللاوعي ، والاسطورة بالتاريخ، والرؤيا بالواقع. 
تجد نفسك ايها القارئ تسبح في خيالات رؤى لانهائية، مع انصهار في بوتقة الفكر والفلسفة، لان نجيب محفوظ كاتب وفيلسوف من الطراز الاول. تأثر نجيب محفوظ بالادباء العظام الذين سبقوه مثل تولستوي ، كما انه تأثر بالشخصيات الملهمة في ايامه ومن امثالهم الزعيم الهندي غاندي. 
حينما سؤل عن غاندي قال: 
"شخصية غاندي في العشرينات شغلت العالم كله واثارت دهشتي. كان شيئا اسطوريا ان ذلك الرجل الفقير الاعزل يواجه امبراطورية "لا تغرب عنها الشمس". اثناء عمله محاميا بجنوب افريقيا دفاعا عن مواطنيه المضطهدين هناك. ثم يعود الى الهند، ويستطيع ان يحقق معجزة التفاف الملايين حوله مؤمنين باسلوبه المدهش "نوال الحق بلا عنف"، الى ان نالت الهند استقلالها عام 1947م. ايضا يلتقي تولستوي وغاندي في مبدأ واحد، فكلاهما شغفا بحياة المسيح، ورأى كل منهما ان خلاصة الفكر الانساني. وان غاية ما ينتهي اليه البشر في محاولاتهم الوجدانية والروحية هو موعظة المسيح على الجبل، والتي قال فيها لاتباعه: "احبوا اعداءكم. باركوا لاعنيكم. صلوا لاجل الذين يطردونكم".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك يثري الموضوع