تبدأ رواية ذهب مع الريح في عام 1861م قبل بدء الحرب الأهلية بفترة قصيرة، حيث لم يكن لسكارليت من اهتمامات في حياتها سوى بمعجبيها والخاطبين من حولها، أحبَّت شابًا يُدعى آشلي ويلكس ورغبت بالزواج منه، ورغم أنَّه كان يحبها لكنَّه لم يرغب بالزواج منها لأنَّها تختلف عنه في كل شيء، فعزم على الزواج من ابنة عمه البسيطة والضعيفة ميلاني. وتتوالى احداث هذه الرواية التي تصنف في فئة اللدب الرومانسي في خلفية تاريخية هي الحرب الاهلية الامريكية التي دامت ثماني سنوات.
انتجت الرواية في شكل فيلم سنة ١٩٨٨ حصد ٨ جوائز اوسكار. الرواية تستحق القراءة. وقد ابدعت مارجريت ميتشيل في رسم شخوص الرواية، واسلوبها في السرد اكثر من رائع.
اقتباسات:
"الشماليون انهم قادمون..لقد رايتهم". وخيم الوجوم والارتباك على الجميع.
بهذه الكلمات تشدنا الرواية ونحن نتابع فصول مليئة بالحيوية والنشاط والأحداث.
ويتأثر القلب وينفطر ونحن نسمع ميلاني تقول "اه يا سكارليت لا تلوميني على ذلك. ففي كل مرة اقدم فيها حصتي من الطعام الى رجل مسكين يخطر لي ان هناك في مكان ما، امراة ما، تقدم الى زوجي اشلي نصيبا من طعامها فتساعده على العودة لي".
**
سكارليت تخفئ ما يمكن اخفاؤه حتى لا ينهبه جنود الشمال بعد انتصارهم في الحرب الاهلية الامريكية.
سكارليت تبدي عشقها لمزرعتها في تارا.
***
تتلقى سكارليت اول عرض بالزواج من بيتي العجوز.
ويل بنتين احد الجنود الذي قدم الى تار فاقدا وعيه على سرج جواد صديق له. اشلي وهو جندي اخر يعود الى تارا ويلتقي بزوجته ميلاني.
****
ونجد تعاطفا مع سكارليت والكاتبة تكتب بلغة السرد:
هي تستطيع ان تحتمل رؤية صغيرها في عباءة من الخيش واخواتها في ملابس قطنية قديمة كالحة ، ولكن ليس اشلي. اشلي ارق من ذلك كله. اشلي عزيز جدا على قلبها.
وما ان اقبلت الي اشلي حتى بادرها بقوله: "يقال ان ابراهام لينكلن قد بدا حياته قاطع خشب".
واردف: "كنت انظر الى الدنيا وكانها طيف .. وقد فضلت الحياة هكذا كما كنت اراها، وعشقتها على هذا النحو".
ويتنهد بعمق ويقول:
"سكارليت بمعنى اخر، اقول لك انني جبان".
فتحدجه بنظرة وهي تفرك معصمه: "كلا يا اشلي. هل كان باستطاعة رجل جبان ان يعتلي المدفع ويحشد الرجال؟"
"هذا ليس بطولة. ان الحرب اشبه ما تكون بالشمبانيا. انها تؤثر في رؤوس الجبناء كما في رؤوس الابطال على حد سواء، ا ناي احمق يمكن ان يكون شجاعا في ساحة الحرب لانه يكون امام امرين لا ثالث لهما، اما ان يكون باسلا واما ان يحيق به الموت".
"ولكن يا اشلي ما الذي يخيفك؟"
"اه اشياء كثيرة غامضة لا اعرف لها اسماء. لكن اكثر ما يخيفني هو الحياة. قبل الحرب كانت الحياة جميلة وكنت جزءا منها. ولكن...
ولكن ميلاني راحت تقول، ان بقيت يا اشلي ولم تذهب للحرب سيقتلنا الجوع..
وادركت وقلبه يغرق في الالم انها لم تكن يفكر في الجوع. لقد كانا مثل شخصين غريبين يتحدثان بلغتين مختلفتين".
فرنت اليه بعينين متوهجتين :
"انت تحبني اعترف بذلك"
لن يحدث ذلكمرة اخرى"
ولكن يا اشلي لن ترحل. انت تحبني"
وامسك بيدها الرقيقة ودس بعض التراب الرطب فيها واطبق عليه اصابعها.
وشعرت برطوبة التراب ففتحت يدها وقالت "لمتزل لدي تارا .
***
كيف تجرا هذا النذل على القدوم هنا ليسخر من فقرها.
واغلقت الباب واتكأت عليه والذعر يملأ كيانها.
وحدثت نفسها بهدوء: سأتزوج ببتي العجوز. ولن اقلق بعد الان على تأمين المال.
ودق ناقوس الذاكرة فاعترتها رجفة باردة وتذكرت كيف ضحك ضحكة كريهة وهو يقول: "عزيزتي، انا رجل لا يريد الزواج..".
فهو يريدها ان تكون عشيقته.
ولكن ماذا بشان تعاليم الن عن الاخلاق؟وماذا عن حبها لاشلي؟ انما تنوي فعله لخيانة مزدوجة ودعارة مضاعفة.
ماذا ستفعلين بستائر السيدة الين؟
ساصنع منها ثوبا جديدا لي.
***:
كانت الريح تصفر بحدة حين هبطت ومعها مامي في اتلانتا...
ريت باتلر، يا للمسكين!
نعم هو في الواقع سجين لاتهامه بقتل احدالزنوج وقد يحكم عليه بالاعدام شنقا". اعتراها خوف شديد اثلج جسدها.
فاذا اعطاها المبلغ فسوف يتاجل زواجه دون شك. انس ولين ليست جديرة بزواج كفرانك كندي ولا ارباح متجره ومصنع اخشاب يسعى ليملكه. فهي لا تهتم اذا ضاعت تارا لقاء الضرائب.
فتذكرت جوناس وتمسكت باخر خشبة عائمة فوق حطام حياتها. لقد خيب ريت امالها ، لكن الله منحها فرانك.لكن هل استطيع الحصول عليه. هل يمكنني ان انسيه سولينوادفعه لطلب يدي بسرعة؟ على اية حال انا فقيرة والشحاذون لا يملكون حق الاختيار"
احذ قلق فرانك يتعاظمعلى المتجر يوما فيوم..
وشعرت بالحنق لما بين يديها من دليل على ان فرانك يفتقر حس التاجر الحاذق. فقد كان لديه ديون لدى الزبائن بعضها يعود لعدة اشهر.
وابتسم ريت ابتسامة عريضة:
لم تستطيعي انتظاري بدون زواج لمدة اسبوعين.
(يتبع)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك يثري الموضوع