عندما يصير اﻻنسان ملكا في نارنيا فانه يظل ملكا في نارنيا دائما". بهذه العبارة يختتم لويس قصته الثانية في "سجلات نارنيا" الشهيرة. ونارنيا عند لويس ترمز الى الحياة الجديدة التي ينالها المسيحي باﻻيمان. وفي كل مغامرة ترد عبارة تنم عن فقدان الزمن لمداه المعروف. فهذه المغامرة التي دامت اياما او شهورا ربما تبدو وكانها لم تستغرق سوى لحظة خاطفة. فهو يعلق بصوت الراوي "ما عادوا بعد ملكين وملكتين في نارنيا.. بل مجرد اطفال اربعة في ثيابهم العتيقة. وقد كان ذلك في النهار نفسه وفي الساعة نفسها حين دخلوا الخزانة ليختبئوا".
وجميل قوله على فم اﻻستاذ: “ﻻ تحاولوا استخدام الطريق عينه مرتين". وكانى تلك الكلمات تفسير لكلمات المسيح لتلاميذه "ﻻ ياتي ملكوت الله بمراقبة وﻻ يقولون هوذا هنا او هوذا هناك". او قوله لنيقوديموس احد معلمي اليهود "الريح تهب حيث تشاء وتسمع صوتها لكنك ﻻ تعلم من اين تانبي وﻻ الى اين تمضي. هكذا كل من ولد بالروح".
وان كانت الخزانة تشير الى المعمودية فان المعمودية ﻻ تعاد. حتما لقد ذهبوا الى نارنيا في لمححة خاطفة. لقد ااختبروا الحياة الفردوسية الجديدة لكنهم عادوا. وسيظل اﻻختبار ملء الذاكرة والكيان كله ما حيوا على اﻻرض. واسمع ما يقوله اﻻستاذ لهم "سوف يحدث اﻻمر (الرجوع الى نارنيا) حين ﻻ تتوقعون ذلك. وﻻ تتحدثوا كثيرا عن اﻻمر ولو في ما بينكم. وﻻ تذكروه ﻻحد اﻻ اذا تبين لكم انه ممن خاضوا بانفسهم مثل هذه المغامرات". وطبعا يشير الى طبيعة الحياة الجديدة السرية فهي سر من اسرار ملكوت الله والتي طالما تحدث عنه المسيح في اﻻنجيل.
واذا سأل احدهم هذا السؤال: “كيف نتعرف عليهم؟"
يجيب فورا: “سوف تعرفون ذلك حق المعرفة. فان كلامهم يميزهم بل نظراتهم بالذات ايضا".
ففي النهاية "اوﻻد الله ظاهرون واوﻻد ابليس ظاهرون".
واعتقد ان الحبكة في قصته الثانية الاسد والساحرة هي الصراع الخفي بين اﻻسد والساحرة. ففي مشهد يشبه مشهد الصليب. تهمس الساحرة في اذن اﻻسد اصلان وهي تسخر: “اعتقد انك ضحيت بحياتك بلا مقابل". وتتابع "الليلة، السحر السفلي سيكون اﻻعلى، سيكون اﻻقوى".
ثم تهتف بجيشها "سناخذ نارنيا" وقد بدا لها انها انتصرت بقتل اﻻسد.
لكن كل ذلك ينقلب تماما حين يفاجئان باصلان يعود حيا. ثم حين تسأل لوسي، عن معنى هذا.
فيرد اصلان: “معناه انه ما عرفت الساحرة قط ان هناك سحر اقوى ﻻ تعرفه. فمعرفتها ترجع الى فجر الزمن فقط. ولكن لو كانت تقدر ان تنظر الى الوراء قليلا في قلب الظلام والسكون قبل ان يبزغ فجر الزمان لقرأت هناك صيغة سحرية مختلفة. ولكانت عرفت انه عندما يقتل ضحية ما بارادته – وما ارتكب خيانة قط – بدلا من شخص خائن، فان الطاولة الحجرية تنشق والموت نفسه يبدا بالتراجع واﻻنهزام..". هكذا يشرح لهما اصلان عن معنى الفداء.
ويختتم لويس قصته الثانية بفاتحة للقصة التالية من قصص نارنيا السبعة عن الحرب الروحية. فاذ يدرك بطل القصة ان عليه ان يهزم خوفه يحدث نفسه: “ان ذعرت من هذه المعركة وفررت فسوف تخشى كل معركة اخرى طول عمرك. فاﻻن واﻻ فلا الى اﻻبد". حقا، انها لحظة التوبة وهي اﻻن. اﻻن وقت خوض المعركة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك يثري الموضوع