"وعندما وصلوا إلى منطقة الأكواخ العشبية التي يقيمون فيها ، تفرق كل منهم إلى حال سبيله ، ليواجه المتاعب التي تدبرها الحياة الشاقة لكل من يعيش على هذا الشاطئ ...وتوجه "كينو" وزوجته التي كانت تحمل الرضيع المسكين إلى قارب الصيد ...وهذا هو الشيء الوحيد الذي يمتلكانه في هذا العالم...
وعندما أرقدت "جوانا" ابنها "كويوتيتو" على بطانية بقاع القارب ، لاحظت أن الأورام الحمراء قد زحفت إلى أعلى رقبته وتحت أذنيه ...وأن وجهه البريء قد خلا من الابتسامة وتورم وانتفخ ...وبطريقة تلقائية جمعت "جوانا" بعض الطحالب البنية الرخوة التي كانت طافية على سطح البحر ، وصنعتها على شكل لبخة غطت بها الأورام الحمراء وهي تدعو في سرها بصلوات الشفاء...
ولكنها تذكرت فجأة ألحان أغنية اللؤلؤة ...ونغماتها التي يرددها الهنود الصيادون لتحقيق الأمنيات الطيبة وأمل العثور على "لؤلؤة العالم" التي تبعد عنهم شبح الجوع وتغنيهم مدى الحياة...
ومن الغريب أن صدى نغمات هذه الأغنية كان يتردد أيضاً في أعماق "كينو" ويهز مشاعره...وأصبح من الواضح تماماً أن العثور على "لؤلؤة العالم" هو الأمل الوحيد لتوفير العلاج وإنقاذ الطفل المسكين...
خففت الأقدار من قبضتها وابتسم الحظ ابتسامة رائعة ، وعثر "كينو" على محارة ضخمة في أول غطسة له إلى قاع البحر ، فخلصها من الصخور التي كانت ملتصقة بها ، وصعد فوراً إلى القارب المتأرجح فوق سطح الماء ، حيث كانت زوجته تترقب وتنتظر...
وكانت اللحظات التالية من أسعد اللحظات ...فما أن استخدم "كينو" سكينه لفتح المحارة الضخمة وإزالة لحمها ، حتى وجد اللؤلؤة العظيمة ...كبيرة وضاءة في حجم البيضة ...مستوية الأسطح ولا شائبة فيها ...وكأنها القمر في ليلة تمامه بدراً ...
تماسكت "جوانا" وتحكمت في مشاعر الفرحة العظمى التي هزتها...وكأنها كانت متأكدة من أن الحظ حتماً سيبتسم ، وسيمد يده الحانية لينقذ طفلها من بلواه ...أما "كينو" فلم يستطع التماسك أو التحكم في مشاعره فأخذ يصرخ في هستيرية : لقد عثرت على "لؤلؤة العالم" ...!!! هاهي "لؤلؤة العالم" في يدي...!!!
انتشر الخبر كهبوب الرياح بين جميع الأكواخ العشبية المتناثرة على رمال الشاطئ ، وأصبح حديثاً يلوك كلماته جميع الرجال والنساء من الجيران ، الكبار منهم والصغار ...ثم وصل إلى أطراف المدينة ذات البيوت المبنية بالحجر ...ثم تخلل الخبر شوارع المدينة وطرقاتها وبيوتها ومحلاتها ، ووصل إلى أسماع القسيس والطبيب والشحاذين الذين يقفون عند باب الكنيسة ، ثم وصل أخيراً إلى المحلات الصغيرة التي يجلس فيها تجار اللآلئ ...لقد عثر صياد هندي فقير على "لؤلؤة العالم"...هل هذا معقول...؟؟؟!!
وبعد العصر بقليل وصل القسيس إلى الكوخ الذي يعيش فيه "كينو" وزوجته وابنه ...وبارك لهم على عطية الله التي رزقهم بها رب السماوات....وطلب من "كينو" وزوجته أن يقدما الشكر إلى الله وأن يتبرعا لتدعيم الكنسية ...وسألهما القسيس عما سوف يفعلانه بتلك الثروة....
أجابت "جوانا" بصوت خفيض : لقد كنا عاجزين عن دفع تكاليف مراسم زواجنا الديني أمام الكنيسة...ولكننا أصبحنا قادرين الآن على دفع التكاليف ...وسوف نحضر لنتزوج أمامك ...وسوف نجري مراسم التعميد لابننا "كويوتيتو" بعد أن يشفى من لدغة العقرب...
وانصرف القسيس تشيعه كلمات الشكر والدعاء التي كان يتمتم بها الجيران المتجمعون خارج الكوخ...
وقبل غروب الشمس بقليل وصل الطبيب يتقدمه خادمه الهندي العجوز يحمل فانوساً في يده ...وسأل الطبيب عن حال الطفل الملدوغ ، فأجاب "كينو" بأن الطفل قد توقف عن الصراخ من شدة الألم ويبدو أنه في طريقه إلى الشفاء....
وسخر الطبيب من تلك الإجابة ولكن بكلمات هادئة : أنت لا تعرف أكثر مني بمفعول السم في جسم الإنسان...إن هذا الهدوء يسبق الموت...خصوصاً بالنسبة لطفل ضعيف حديث الولادة ...احمد الله لأن طفلك ما زال حياً حتى الآن...لقد أرسلتني العناية السماوية لكي أنقذه وأكون سبباً في شفائه....
وأخرج الطبيب من حقيبته بعض المساحيق البيضاء ووضعها في فم الطفل وهو يقول : خلال ساعة من الآن سيتخلص الطفل من جميع السموم وبقاياها...ولن يبقى سوى أثر الجرح الذي أحدثته اللدغة ...وسوف يزول هذا الأثر بمرور الوقت...والآن كيف ستدفع لي فاتورة العلاج....؟؟!!
قال "كينو" بحزم : غداً سأبيع اللؤلؤة وسوف أعطيك الأجر الذي تطلبه...وافتعل الطبيب شيئاً من الدهشة وكأنه يسمع خبر اللؤلؤة لأول مرة: حقاً ...هل لديك لؤلؤة يكفي ثمنها لدفع أجري..؟؟؟
قال أحد الجيران : لقد عثر "كينو" على "لؤلؤة العالم"...!!!
وهنا توجه الطبيب بكلامه إلى "كينو" لكي ينصحه : إذا كنت قد عثرت على "لؤلؤة العالم" ...فكيف لا تخاف عليها ولا تخاف على نفسك ...وكيف تظن أن اللؤلؤة ستظل معك حتى الصباح دون أن يطمع فيها الطامعون....أعطني إياها لأحفظها لك عندي....ولتحضر في الصباح لتأخذها وتبيعها وتعطيني أجري...
ولكن "كينو" قال ليطمئنه : لا تخشى شيئاً أيها الطبيب ...لقد خبأت اللؤلؤة في مكان آمن لن يصل إليه أحد....
وانصرف الطبيب وهو يتمتم بكلام لم يسمعه أحد....وهبط ظلام الليل سريعاً ....وانصرف الجيران إلى أكواخهم....وتلاشت كل الأصوات إلا من حفيف الأمواج الهادئة وهي تتكسر في صوت هامس على رمال الشاطئ ....
وانزوى "كينو" إلى جانب "جوانا" وتأهبا للنوم ...ولكن أحداً منهما لم يغمض له جفن ولا تسلل النوم إلى عينيه ....وظلا مستيقظين طول الليل...لقد كانا يظنان أن الجميع يشاركونهما في الفرحة بالعثور على "لؤلؤة العالم" ...ولكنهما الآن بدا يتسمعان أصداء نغمات واضحة من أغنية الشر تهز مشاعرهما بذبذبات الخوف...
وبعد منتصف الليل سمعا حركات كالهمس ، ودبيب أقدام تزحف بحذر فوق الرمل...وأنصتا جيداً وتمنيا أن يكون الصوت خداعاً للسمع...ولكنهما تأكدا في النهاية ...أن الشر قد جاء فعلاً ويحوم حول الكوخ...وبكل حذر وهدوء تحسس "كينو" نصل سكينه الحاد ، وأمسك بالمقبض جيداً ، وهب واقفاً متحفزاً للهجوم، واندفع إلى خارج الكوخ في لمح البصر ، وانقض على العدو ...وسمع وقع أقدام تهرب ...وظلال سوداء كانت تتحرك ...ولكن سكينه انغرست في كتف شبح أسود....وعندما سحب السكين وتأهب للطعنة الثانية ، كان الشبح قد انفلت هارباً دون أن تصدر منه صرخة ألم ، وبلعه الظلام ، وعاد السكون مرة أخرى...
وظل "كينو" واقفاً متأهباً لمواجهة أي هجوم جديد....وكانت زوجته "جوانا" قد أشعلت النار في بعض سيقان القش الجاف ، لتوفر بعض الضوء ...وعندئذ لاحظت أن زوجها قد أصيب في رأسه بجرح بسيط ولكنه كان ينزف دماً...
وهمست "جوانا" في أذن زوجها : هذه اللؤلؤة ستجلب لنا الشر...وقد تجلب لنا الموت ....فلنتخلص منها يا "كينو" ....هيا نسحقها بين الأحجار أو نلقي بها في أعماق البحر....
كانت منفعلة وهي تنطق بهذا الكلام الغريب....لذلك فقد أخذ "كينو" يهدئ من روعها...ويمنيها بالأحلام الطيبة....فغداً سوف تشرق الشمس ...وسيذهب لبيع اللؤلؤة في المدينة مرة أخرى وإلى الأبد....سيذهب "كويوتيتو" إلى المدرسة ويتعلم القراءة والكتابة....وسيصبح ضابطاً بحرياً يرتدي حلة مصنوعة في الولايات المتحدة.....وسوف يشتريان ملابس جديدة ويسكنان في بيت من حجر....!!!
ومثل الموكب الذي صاحب "كينو" عند الذهاب إلى الطبيب ، تكون موكب آخر ليصاحب "كينو" في ذهابه إلى المدينة لبيع اللؤلؤة....
ولكن التجار الماكرين خسفوا قدر اللؤلؤة وقيمتها ، وعرضوا عليه ثمناً بخساً قائلين أنها كبيرة ولن يجدوا من يشتريها ، وإنها عبارة عن شيء نادر ، ولكنها لا تساوي أكثر من ألف بيزو....
وغضب "كينو" من مكر التجار وتآمرهم عليه ، وصاح فيهم جميعاً : إنكم غشاشين تريدون أن تحصلوا على "لؤلؤة العالم" بأبخس ثمن ...إنها تساوي أكثر من خمسين ألف بيزو ....لن أبيعكم إياها.....وسأذهب لأبيعها في العاصمة أو في إحدى المدن الكبرى....
وعاد الموكب خائباً ...وانقسم الجيران بين مؤيد ل "كينو" في موقفه ، وبين معارض يلوم "كينو" على رفضه للألف بيزو....لأن الألف بيزو هي في حقيقة الأمر ثروة كبيرة لم يشاهد "كينو" مثلها من قبل.... لا هو ولا آباؤه وأجداده....
وعندما انسدلت أستار الظلام في تلك الليلة ، بدأت أصداء أغنية الشر تتردد مرة أخرى وتكاد أن تشمل الكون كله...ومثلما جاء الشر في الليلة السابقة متستراً بالظلام الأسود ، جاء أيضاً في تلك الليلة ناوياً حسم الأمر والاستيلاء على اللؤلؤة بأية طريقة ولو كانت بالقتل أو بالحرق.....
وجرت المعركة بعيداً عن الكوخ بمسافة بعيدة ...وفي أثناء المعركة أخرجت "جوانا" اللؤلؤة من مخبئها وقررت أن تقذف بها في البحر بعد أن عصفت بسلام الأسرة وأحدثت كل هذا الشر المستطير....
وما أن خرجت "جوانا" من باب الكوخ ، توقفت قليلاً لتعود عينيها على الرؤية في هذا الظلام الدامس...وبينما كانت تأخذ طريقها نحو البحر ، شاهدت عن بعد جسدين ممددين على الأرض ...وكان أحدهما لزوجها "كينو" حيث سمعته يئن بأنفاس لاهثة متقطعة ....بينما كان الجسد الثاني خامد الأنفاس تنزف الدماء غزيرة من رقبته....لقد مات وانتهى أمره.....
أسعفت "جوانا" زوجها بسرعة وساعدته على النهوض واقفاً ، وقال لها بصوت واهن : اذهبي إلى الكوخ واحضري "كويوتيتو" لابد من أن نسرع بالهرب ....سأسبقك إلى القارب لأعده للإبحار...
وأسرعت "جوانا" نحو الكوخ وأحضرت ابنهما الرضيع ...وعندما وصلت إلى القارب وجدت زوجها منهاراً بجانب حطام القارب ويقول لها في صوت باك حزين : لقد حطموه وثقبوه ولم يعد صالحاً لشيء....!!!
ثم جمع قواه وقال بحزم: وبالرغم من كل شيء ....ليس أمامنا سوى الهرب في الجبال....
وفي ضوء القمر المتأخر الذي بزغ من خلف الأفق بنور خافت ضئيل...اتسعت خطوات الزوجين في اتجاه الشمال....نحو الجبال الوعرة العالية....
تلوى بهما الطريق وارتفع ...واستطاعا من هذا الارتفاع أن يشاهدا منطقة الأكواخ كلها...وشاهدا كوخهما وقد اشتعلت فيه النيران ...وعلى ضوء ألسنة اللهب ، شاهدا رجالاً يحفرون كل شبر في الأرض بحثاً عن اللؤلؤة...وقال "كينو" لزوجته : لن يعثروا عليها....لقد دفناها في مكان لن يصل إليه أحد...
وهنا فقط أبلغت "جوانا" زوجها بأن اللؤلؤة ما زالت معها...وأعطته إياها...فأخذها صامتاً ولم ينطق بكلمة...وواصلا صعود الجبل دون أن يشعرا بأي إرهاق أو تعب...
وظلا يصعدان طول النهار...وهبت عليهما رياح عاصفة فرح لها "كيتو" فرحة عارمة...فهذه الرياح ستزيل الآثار التي تتركها أقدامهما فوق التراب ...ولن يتمكن قصاصو الأثر من تتبع خطواتهما في طريق الهروب...
ولكن قرب الغروب ظهر ثلاثة رجال من قصاصي الأثر...اثنان منهم يسيران على الأقدام وثالثهم كان يركب حصاناً ويحمل بندقية ...كانوا على مسافة قريبة من الصخرة العالية التي احتمى بها "كينو" وزوجته وابنه الرضيع ...ولولا أن الشمس مالت إلى المغيب لوصل إليهم قصاصو الأثر في دقائق معدودات...
وعندما ساد الليل وحل الظلام اختفت أطياف الرجال الثلاثة إلا من وهج شعلات السجائر التي كانوا يدخنونها بين حين وآخر...وطلب "كينو" من زوجته أن يكتما أنفاسهما ولا يأتيان بأية حركة تدل على مخبئهما خلف الصخرة المرتفعة....
وتوغل الليل...وشاهد "كينو" وهج عود ثقاب أشعله أحد الرجال ليدخن سيجارة ...وفي ضوء هذا اللهب الذي سطع في الظلام شاهد "كينو" اثنين من الرجال الثلاثة وقد استغرقا في النوم ، بينما ظل الثالث مستيقظاً ليتولى أعمال الحراسة ، وكانت البندقية ملقاة إلى جانبه....
وهمس "كينو" في أذن زوجته : لو عثر علينا هؤلاء الرجال فلن يتركونا أحياء ، وسيستولون على اللؤلؤة لأنفسهم ...لقد أصبحت المسألة مسألة حياة أو موت...وليس أمامي سوى الهجوم للاستيلاء على البندقية وليكن بعد ذلك ما يكون...
وبدأ "كينو" في التسلل بحذر شديد ...وكان القمر العجوز قد بدأ يتسلل هو الآخر من وراء خط الأفق ...وبدأت بالتالي جميع الأشياء تظهر بوضوح ...وتوقف "كينو" على بعد خطوات من البندقية والحارس المستيقظ...
وفي تلك اللحظة البائسة استيقظ الطفل الرضيع "كويوتيتو" فجأة وأطلق صرخة طفولية لم تستطع أمه "جوانا" أن تكتمها...وفي لمح البصر كان الحارس قد أمسك بالبندقية وصوبها نحو مصدر الصوت وأطلقها ...وفي لمح البصر أيضاً كان "كينو" قد تمكن من الانقضاض على الحارس وطعنه بالسكين واستولى على البندقية ...وقبل أن يلوذ النائمان بالفرار بعد أن استيقظا مذعورين ، كان "كينو" قد أطلق عليهما النار فسقطا بجوار جثة الحارس....
...
كان من الممكن أن تنتهي القصة عند هذا الحد ...ولكن أجيال الصيادين الهنود الفقراء الذين ظلوا يعيشون في الأكواخ العشبية كانوا يتناقلون هذه الحكاية جيلاً بعد جيل ...ويقولون أن "كينو" وزوجته "جوانا" قد عادا إلى المنطقة بعد ظهر أحد الأيام...وكانت الأم تحمل لفافة بها جثة ابنها الرضيع الذي قتلته الرصاصة التي أطلقها الحارس....
وكان الزوجان يسيران في صمت حزين....وكان الجيران ينظرون إليهما صامتين ودون أن ينطق أحدهم بكلمة...ومر الزوجان على بقايا كوخهما المحترق...وعلى بقايا قاربهما المحطم...إلى أن وصلا إلى حافة الشاطئ...ومع ذلك فقد ظلا يخوضان في ماء البحر حتى بلغ الماء صدريهما ....وعندئذ جمع "كينو" كل قواه...وأمسك باللؤلؤة اللعينة وقذف بها إلى الأعماق، ثم راقبها وهي تختفي متلألأة تحت غروب الشمس ، غاصت اللؤلؤة في مياه خضراء رقراقة ، متخذة وجهتها نحو القاع في وقت كانت الطحالب ترحب بها، ناشرة ضياءا جميلا اخضر اللون، وأخيراً استقرت اللؤلؤة في عمق الرمال، وبين نباتات السرخس في الأعلى بدا سطح الماء كمرآة خضراء . وفي المكان الذي استقرت فيه اللؤلؤة من قاع البحر ، أثار سلطعون كان يعدو سحابة صغيرة من رمال ، وحين كنّ هذا السلطعون اختفت اللؤلؤة . أما موسيقى اللؤلؤة فتحولت إلى هسهسة ما برحت أن تلاشت.
وبرقت اللؤلؤة قليلاً في ضوء الشمس الغاربة ، ثم ابتلعها البحر.. ومن المؤكد أن الطحالب والأعشاب الطافية قد نادت عليها مراراً قبل أن تهبط إلى القـــــاع !!".
==
استمتع بقراءة وتحميل رواية اللؤلؤة للكاتب جون شتاينبك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق