هوثورن هو أفضل من يكتب عن الشر، عن النواحي المظلمة في النفس البشرية، و رغم أن شهرته تعتمد على روايته الحرف القرمزي، إلا أن عبقريته تتبدى واضحة في مجموعتيه القصصيتين: قصص من نزل قديم و حكايات حُكيت مرتين. هوثورن هو أيضا أبو الأدب الرمزي، لا أحد يستخدم الرموز ببراعة مثل هوثورن.
تدور أحداث الرواية في القرن السابع عشر في مدينة بوسطن المتزمتة. وتحكي قصة هستر براين التي أنجبت بعدما ارتكبت خطيئة الزنا، ثم تتوب وتحاول أن تعيش حياة كريمة. ويُحاول هوثورن استكشاف مواضيع جديدة حول القانون، والخطيئة، والإثم.
يُستخدم مصطلح "الحرف القرمزي" للإشارة إلى أي شيء يُمكن أن يُوصف به الإنسان بأي شكل، وذلك لسنوات عديدة بعد اِصدار الرواية. كان استخدام النازيين للنجمة الصفراء للإشارة إلى اليهود نوع من أنواع استخدام "الحرف القرمزي"، وذلك في فترة الثلاثينيات والأربعينيات. كما كانت محاولات الحكومة لمنح رخصة معينة لصنع علامات للمجرمين تعتبر استخداماً لمصطلح "الحرف القرمزي".
يشير هذا الاستخدام بشكل مباشر إلى حرفA القرمزي الذي كانت ترتديه بطلة الرواية. يُعتبر ذلك نوعاً مميزاً من العقاب. يكمن عقاب الحرف القرمزي في أنه علامة تبقي للأبد، ووسيلة لتعريف كل الناس بخطيئة الفرد، تزيد من عذاب الشخص من خلال عدم القدرة على الهرب من جرائمه الماضية. وبالتالي يمنع "الحرف القرمزي" الشخص من الشفاء مما إقترفه من أخطاء في الماضي. يُقَال بأن الهدف من الحرف القرمزي هو حماية العامَّة، ولكنه في الحقيقة يهدف إلى زيادة عذاب المخطيء.
رفضت الشابة هيستر الأقرار بهوية الأب فقرر القاضي ان تقف هيسترعلي مرأي ومسمع وهي ترتدي الحرف القرمزي وان تعترف بهوية الأب امام مجتمع بوسطن. يصف الكاتب انفعالات هيستر في اصعب لحظة وهي مواجهة المجتمع وهي ترتدي الحرف القرمزي.... فيقول انها قامت بخياطة الحرف القرمزي علي ثيابها في منطقة الصدر بطريقة جميلة للغاية وكان واضحا للملأ انها بارعة في الخياطة... كانت تبادل نظرات الناس لها بأنها مصدر خزي وعار بالأبتسامة المستعلية والثبات ويمعن الكاتب في شرح الأمر فيقول بأن دافع تلك الأبتسامة المستعلية والثبات هو غريزة الأم التي تعلو علي كل شيء..... فقد ادركت هيستر انها اذا تهاوت تحت وطأة الشعور بالذنب فسوف تفقد الطفلة.... ولن يكون هنالك من يرعاها....... يستمر الموقف صعوبة حينما يقع اختيار هيئة القضاء على اعظم قساوستها لأستنطاق هيستر حتي تفصح عن هوية الأب... فيقع اختيارها علي ديميسديل ... الأب
ترفض هيستر الأفصاح عن هوية الأب..... وذلك بعد ان ترجاها ديميسديل..... وكان يحمد لها عدم الأفصاح بهويته في قرارة نفسه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك يثري الموضوع