لقيطة اسطنبول by Elif Shafak
My rating: 4 of 5 stars
الموضوعات السائدة في هذه الرواية هي:البحث عن الماضي، الهروب من الماضي، التأمل في جمال الطبيعة والموضوعات العائلية الاعتيادية بالاضافة الى الحديث عن الإبادة الجماعية للأرمن. القصة مصاغة بشكل جيد الى حد ما: الشخصيات، طلب هداية الارواح الراحلة، والسفر عبر الزمن، والفوضى المتشابكة من المصادفات السعيدة والتعيسة. ولكن الكتاب يستحق القراءة مع ذلك لمحتواه القيّم. شفاك تتفاخر باعتقالها عام 2006 نتيجة لنشر الكتاب - لذلك اعتقد أن القارئ سيستمتع بهذا الكتاب طالما كان على استعداد ليعرف ان: أ) الأرمن الأمريكيين لا ينسون ما فعله بهم الأتراك، ب) الأتراك إما انهم لا يصدقون انه يوجد إبادة جماعية حدثت أو لا يفهمون لماذا حدثت ولماذا لا تزال وصمة لهم.
الرواية تطرح بعض النقاط المثيرة للاهتمام ومثيرة للتفكير. على الرغم من أن شفاك تجعل من القضية الأرمنية عام 1915 واحدة من الاحداث التي تعتصر القلب اعتصارا. اللاجئين الأرمن - على وجه التحديد، الأرمن الأمريكيين - بعد 90 عاما ما زالوا يناضلون، لأن تركيا لا تزال تنفي الويلات التي عاناها أسلافهم على ايديهم. الأتراك، في الوقت نفسه، يمكن أن يشعروا بالتعاطف الكبير للأرمن. على سبيل المثال، كازانسي تصور تجربة الألم الشديد عند سماعها بتاريخ عائلة ارمانوش. انهم ببساطة لا يرون ان لهم أي علاقة بكل ما حدث – لقد ارتكبت جرائم سابقة ضد الأرمن على يد الأتراك العثمانيين. حسنا "هم" العثمانيين اما نحن ف "اننا" الأتراك المعاصرون. انظر أيضا لدينا نظام حكم غاشم من الماضي. ومن هنا المأزق: الأرمن ينطلقون للبحث عن الإقرار او الاعتراف (إن لم يكن التعويض)، ويمكن أن الأتراك يقدمون التعاطف لهم (وان كان يوجد فئة تعلن ان أي من هذه الإبادة الجماعية لم تحدث يوما). شخصية اسيا التي تتهرب من الماضي فاذا به يقف مقابلها وشخصية ارمانوش التي تبحث عن الماضي فاذ به يتسرب من يديها.. انها ملاحظة مثيرة للاهتمام تلقي الضوء على العديد من المجتمعات العرقية والثقافية التي تعيش علاقات حديثة في جميع أنحاء العالم: اليابان مقابل امريكا, الالمان ضد امريكا، اليابان ضد الصين .. صراع المظلوم الذي يشعر بالقهر، والظالم سابقا الذي يريد النسيان:
رويدا يتضح من الكتاب ان ارمانوش التي ربما كانت تنتظر اعتراف بالذنب، إن لم يكن تقديم اعتذار. وبعد هذا الاعتذار الذي لم يأتي، وليس لأنهم لم يشعرون به، لأنه بدا وكأن الاتراك المعاصرون لم يروا ان لهم اي اتصال بينهم وبين مرتكبي تلك الجرائم. انها، باعتبارها أرمينية، والتي تجسد أرواح أجيال وأجيال سابقة: الأرمن والأتراك يعيشون في أطر زمنية مختلفة. بالنسبة للأرمن، الوقت له دورة : الماضي المتجسد في الحاضر والحاضر الذي يولد في المستقبل. بالنسبة للأتراك، الوقت خط متعدد القمم، حيث ينتهى الصعود في مرحلة محددة والحاضر يبدأ من جديد من نقطة الصفر، وليس هناك اتصال بينهما، ولكن فجوة (القطيعة) بينهما. (ص164-165)>
بغض النظر عن نقاط الضعف والتي يمكن تنحيتها جانبا، فان "لقيطة (إبنة حرام او زنا) اسطنبول" هي رواية سلسة يمكن قراءتها والاستمتاع بها. مع بذل جهد لتوضيح الخلط - بالأخبار المتعلقة أكثر بتركيا. وبالتأكيد الرواية تستحق القراءة، وخاصة بالنسبة للمهتمين بالثقافة التركية أو الأرمينية.
View all my reviews
My rating: 4 of 5 stars
الموضوعات السائدة في هذه الرواية هي:البحث عن الماضي، الهروب من الماضي، التأمل في جمال الطبيعة والموضوعات العائلية الاعتيادية بالاضافة الى الحديث عن الإبادة الجماعية للأرمن. القصة مصاغة بشكل جيد الى حد ما: الشخصيات، طلب هداية الارواح الراحلة، والسفر عبر الزمن، والفوضى المتشابكة من المصادفات السعيدة والتعيسة. ولكن الكتاب يستحق القراءة مع ذلك لمحتواه القيّم. شفاك تتفاخر باعتقالها عام 2006 نتيجة لنشر الكتاب - لذلك اعتقد أن القارئ سيستمتع بهذا الكتاب طالما كان على استعداد ليعرف ان: أ) الأرمن الأمريكيين لا ينسون ما فعله بهم الأتراك، ب) الأتراك إما انهم لا يصدقون انه يوجد إبادة جماعية حدثت أو لا يفهمون لماذا حدثت ولماذا لا تزال وصمة لهم.
الرواية تطرح بعض النقاط المثيرة للاهتمام ومثيرة للتفكير. على الرغم من أن شفاك تجعل من القضية الأرمنية عام 1915 واحدة من الاحداث التي تعتصر القلب اعتصارا. اللاجئين الأرمن - على وجه التحديد، الأرمن الأمريكيين - بعد 90 عاما ما زالوا يناضلون، لأن تركيا لا تزال تنفي الويلات التي عاناها أسلافهم على ايديهم. الأتراك، في الوقت نفسه، يمكن أن يشعروا بالتعاطف الكبير للأرمن. على سبيل المثال، كازانسي تصور تجربة الألم الشديد عند سماعها بتاريخ عائلة ارمانوش. انهم ببساطة لا يرون ان لهم أي علاقة بكل ما حدث – لقد ارتكبت جرائم سابقة ضد الأرمن على يد الأتراك العثمانيين. حسنا "هم" العثمانيين اما نحن ف "اننا" الأتراك المعاصرون. انظر أيضا لدينا نظام حكم غاشم من الماضي. ومن هنا المأزق: الأرمن ينطلقون للبحث عن الإقرار او الاعتراف (إن لم يكن التعويض)، ويمكن أن الأتراك يقدمون التعاطف لهم (وان كان يوجد فئة تعلن ان أي من هذه الإبادة الجماعية لم تحدث يوما). شخصية اسيا التي تتهرب من الماضي فاذا به يقف مقابلها وشخصية ارمانوش التي تبحث عن الماضي فاذ به يتسرب من يديها.. انها ملاحظة مثيرة للاهتمام تلقي الضوء على العديد من المجتمعات العرقية والثقافية التي تعيش علاقات حديثة في جميع أنحاء العالم: اليابان مقابل امريكا, الالمان ضد امريكا، اليابان ضد الصين .. صراع المظلوم الذي يشعر بالقهر، والظالم سابقا الذي يريد النسيان:
رويدا يتضح من الكتاب ان ارمانوش التي ربما كانت تنتظر اعتراف بالذنب، إن لم يكن تقديم اعتذار. وبعد هذا الاعتذار الذي لم يأتي، وليس لأنهم لم يشعرون به، لأنه بدا وكأن الاتراك المعاصرون لم يروا ان لهم اي اتصال بينهم وبين مرتكبي تلك الجرائم. انها، باعتبارها أرمينية، والتي تجسد أرواح أجيال وأجيال سابقة: الأرمن والأتراك يعيشون في أطر زمنية مختلفة. بالنسبة للأرمن، الوقت له دورة : الماضي المتجسد في الحاضر والحاضر الذي يولد في المستقبل. بالنسبة للأتراك، الوقت خط متعدد القمم، حيث ينتهى الصعود في مرحلة محددة والحاضر يبدأ من جديد من نقطة الصفر، وليس هناك اتصال بينهما، ولكن فجوة (القطيعة) بينهما. (ص164-165)>
بغض النظر عن نقاط الضعف والتي يمكن تنحيتها جانبا، فان "لقيطة (إبنة حرام او زنا) اسطنبول" هي رواية سلسة يمكن قراءتها والاستمتاع بها. مع بذل جهد لتوضيح الخلط - بالأخبار المتعلقة أكثر بتركيا. وبالتأكيد الرواية تستحق القراءة، وخاصة بالنسبة للمهتمين بالثقافة التركية أو الأرمينية.
View all my reviews
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق