تأثر دكتور يوسف زيدان في روايته "عزازيل" برواية المؤرخ شارلز كنجزلي. وكان هدف رواية كنجزلي - كما قال في مقدمته - تصوير تلك الفترة المضطربة التي عاشتها المسيحية في القرنين الرابع والخامس. يقول كنجزلي: "في بلاد دنستها عادات الرومان وأباطيلهم، كان هذا أمرا عسيرا للغاية. لقد كان يلزم أن تهب عاصفة من السماء، تزلزل هذا الوجود، وتقلب الأوضاع الكائنة رأسا على عقب..". ويشرح كنجزلي الظروف التي حدثت إثناءها الأحداث التاريخية التي بنيت الرواية على أساسها، فقد كانت هذه الفترة تحمل صراعًا بين العقائد والفلسفات القديمة مع المسيحية الوليدة، برغم أنها صارت الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية إلا أنه كما يقول كنجزلي: "ولكن أن كان الملوك قد انضموا تحت لواء المسيحية، فالممالك ما تزال كما هي – السواد الأعظم من شعوبها يرزح تحت عبء الوثنية، وقد نرى بصيصا من النور يظهر، ويظهر هناك من أثار المسيحية، ولكن هذا لن يغير شيئًا من حقيقة الظلام الكئيب الدامس. لقد كانت الإمبراطورية كما هي، والقوانين الرومانية هي هي، والبلاد كلها ترزح تحت حمل نظام من اللصوصية القانونية والاستعباد القاسي".
وهو هنا يبين لنا ان ما يتباكى عليه د. زيدان وملحدو الغرب ومن سار على دربهم من كتاب ونقاد، وما صوروه لنا على أنه النور الذي أطفأته المسيحية، ما هو إلا عادات دنسه وأباطيل كانت في حاجة لعاصفة سماوية تزلزلها وتقلبها رأسًا على عقب، بل وعبء وظلام كئيب دامس كان في حاجة إلى نور المسيحية!!
ثم يصور الصراع الفكري الذي كان دائرا بين المسيحية، ممثلا في آباء كنيسة الإسكندرية، وفي رهبانها الذين اتخذوا من الأديرة مقرا هادئًا للبحث والتأمل والدراسة ، وذلك لمواجهة هذا الصراع الفلسفي، والذي انتهى بنصرة آباء الكنيسة بعلمهم وفكرهم وفلسفتهم واعتمادهم على الكتاب المقدس والتقليد الرسولي، لا على القتل والدم والعنف كما حاول أن يصور د. زيدان وتلاميذ المدارس الغربية الإلحادية!! فيقول: "ولكن المسيحية في مصر، في هذه الفترة التي تعرضت لها قصتنا كانت في منتصف الطريق، فلم تكن قد هوت الضربة القاصمة بعد. كانت المعركة الفلسفية على أشدها بين فلاسفة اليونان والآباء المسيحيين الأولين".
وصور لنا كنجزلي مقتل الفيلسوفة المصرية ذات الأصول اليونانية هيباتيا أو هايبيشيا، كثمرة طبيعية ونتيجة لما حدث من عنف. بل ولم يبرئ كنجزلي ساحتها ولم يعفها من المشاركة في مصيرها التي ألت إليه ولم يصورها كما فعل د. يوسف زيدان كالقديسة التي بلا عيب في موجهة الكهنة الأشرار!! اسمعها تقول في لومها لنفسها عندما أحست بالخطر: "أنا الملومة. وعلي وحدي يقع عبء كل شيء. لقد أهنت نفسي بسيري في ركاب السياسة، والذي يسير في ركاب التملق والدهاء لا يعلم أين يمضي".
بمجرد ما ان نشر د. يوسف زيدان الرواية حتى صارت ضجة عارمة، اذ ان الرواية تتناول - على لسان ابطالها - بالقدح الكنيسة التي قال عنها "الكنيسة التي اظلمت العالم"، ورموز المسيحية في العالم وعلى رأسهم البابا يرلس الاول فيقول على لسان هيباتيا "كيرلس.. عجلت الالهة بنهاية ايامه السوداء".
ونلاجظ ان الدكتور في روايته امتدح ومجد الهراطقة وأعتبرهم، مع تناقض أفكارهم، أنهم هم الذين يمثلون المسيحية الحقيقية، فقد ذكر اسماء 3 من الهراطقة وامتدحهم رغم ان الواحد منهم يناقض الاثنان الاخرين!!
بمجرد ما ان نشر د. يوسف زيدان الرواية حتى صارت ضجة عارمة، اذ ان الرواية تتناول - على لسان ابطالها - بالقدح الكنيسة التي قال عنها "الكنيسة التي اظلمت العالم"، ورموز المسيحية في العالم وعلى رأسهم البابا يرلس الاول فيقول على لسان هيباتيا "كيرلس.. عجلت الالهة بنهاية ايامه السوداء".
ونلاجظ ان الدكتور في روايته امتدح ومجد الهراطقة وأعتبرهم، مع تناقض أفكارهم، أنهم هم الذين يمثلون المسيحية الحقيقية، فقد ذكر اسماء 3 من الهراطقة وامتدحهم رغم ان الواحد منهم يناقض الاثنان الاخرين!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق