يقول سكروتيب:
“من المخيب للامال ان اتوقع تقريرا مفصلا منك فاتلقى عوضا عن ذلك قطعة انشائية انفعالية نظير رسالتك اﻻخيرة. تقول انك "منفعل من الفرح" ﻻن حربا نشبت (يقصد الحرب العالمية الثانية).. ان الحرب مسلية بالطبع. فاﻻهوال ومعاناة اﻻدميين انعاش شرعي ومبهج لعشرات اﻻلوف من خدامنا الناشطين. ولكن اي نفع دائم تعود به علينا؟ فعندما ارى المعاناة الوقنية لدى اﻻدميين الذين يفلتون من ايدينا اخيرا، اشعر كما لو سمح لي ان اتذوق اول طبق من وليمة فاخرة ثم حرمت الباقي. وهذا اسوأ من عدم تذوقها على اﻻطلاق".
ويستطرد:
"عليك ان تقدم في رسالتك التالية خبرا كاملا عن رد فعل المريض تجاه الحرب، .. بجعله وطنيا متطرفا او ﻻعنفيا متحمسا، فلدينا في الحرب واتجاهها احتماﻻت من كل نوع".
“انا اعلم ان بعض اعوانك الصغار قد راوا في معاناة الحرب فرصة عظيمة لزعزعة اﻻيمان في قلوب بعض اﻻدميين. ولكنني اعتقد ان تلك النظرة قد ضخمت. فان تصريحات رجال الدين قد غشيت عقولهم ان اﻻلم جزء جوهري مما يدعونه "الفداء". وعليه فانه يمكنك ان تقتنص ضحيتك حين يكون عقله معلقا بشكل وقتي فقط، وليس بصفة مستديمة".
وفي الرسالة 6 يتحدث عن اسلوب اخر هو التشتيت:
“نحن نريد لذبونك ان يزخر ذهنه بصورة متضاربة عن المستقبل – اﻻمل والخوف. وليس شئ مثل الترقب يذهل فكر اﻻنسان عنه (الله). فهو يريد للناس ان يعنوا بما يعملونه، في حين ان عملنا هو ان نشغل اذهانهم بما سوف يحدث لهم (القلق الزائد).
تصبح السيطرة على اﻻدمي اسهل ان كان ذهنه منصرفا عن الغرض الذي يخاف منه الى الخوف ذاته.
في وسعك ان تشجع مريضك ، في كربه، على اﻻنتقام لنفسه ببعض المشاعر الثارية الموجهة نحو الزعماء والساسة (التي لا تروق لهم سياستهم) .. غير انه غالبا ما يكون نوعا من البغضة الميلودرامية المتكلفة التي يصعب تطبيقها عمليا، منصبا على كباش فداء وهميين.
“ان اﻻمر العظيم هو ان تصب خريته في المحيط اﻻبعد، الى اشخاص ﻻ يعرفهم، وهكذا يصير الحقد حقيقيا على نحو كلي، والخير وهمي الى ابعد حد. فلا جدوى البتة في اضرام حقده على اعداء وهميين!
فلا تكون الفضائل مهلكة لنا حقا اﻻ بعد ان تتركز حقا في عادات نمارسها من خلال اﻻرادة.
وفي الرسالة 7 يتحدث عن حيلة أخرى هي التشكبك ومن ثم انكار العالم الروحي, فالكاتب ينبر على وضع اﻻيمان في موضعه الصحيح، فخدمة القضايا اﻻنسانية جزء من اﻻيمان والحياة المسيحية وليس العكس. فمن يستخدم الدين لخدمة قضاياه فقط يكون قد جعله وسيلة للمنفعة الشخصية. يقول على لسان خربر:
“فهل لك ان تجرب ان توقع ذلك الادمي ضحيتك في ازمة عاطفية ، مشوشة مفاجئة، قد يخرج منها كمتدين مضطرب الى الوطنية المغالية.
دعه تحت تاثير روح التحزب ، يحسب الوطنية او اللاعنفية الجزء اﻻهم. ثم تعهده بروية للمرحلة التي فيها يصير الدين مجرد جزء من القضية. فما ان تتمكن من جعل اﻻيمان كوسيلة والعالم الحاضر غاية حتى تكون قد كسبت زبونك تماما. وقليل هو الفرق بين الغايات الدنيوية – فاذا ما كانت اﻻجتماعات واﻻوراق والسياسات والقضايا والحملات تهمه اكثر من الصلوات وباقي اﻻعمال الروحية قهو لنا. وكلما كان متدينا بمقتضى هذه الشروط كان امتلاكنا له اضمن وأمن.