21 يناير 2023

الحبكة المركبة في رواية ليست وصيتي

تحكي رواية، ليست وصيتي عن حبيبين هما شادي و الين. يحبان بعضهما فيتزوجا في السر بسبب بعض الظروف حالت دون اشهار الزواج. يعزم البطل اوﻻ على اعلان الزواج ويجد اعتراضا من البطلة. ثم تتحسن الظروف وتسير نحو اﻻفضل بتيسير اعلان زواجهما، اﻻ انه بسبب ان علاقتهما  قامت على غير اساس من المصارحة، والرغبة في كتمان الزواج ، امتدت لتصبح كل طرف يكتم على اﻻخر ما ينوي او يرغب به. اضافة ال التردد الشديد من البطل حرصا على مشاعر البطلة. واضافة الى التأجيل من البطلة للافصاح عن مشاعرها وقرارها بشان ذلك. ينتهي اﻻمر بنهاية مأساوية لقصة حبهما.  

الحبكة اﻻولى:
كان اﻻرث الذي تناله الين من عمتها له شرط وحيد ، وقد دونته في وصيتها. كان ذلك الشرط هو اﻻ تتزوج ألين قبل عمر ال 25 سنة. ربما قصدت عمتها ذلك، حتى يكون لها نضجا كافيا بشان قرار مصيري كقرار الارتباط. ولم تعلم انها سوف تتسبب في تعاسة ابنة اخيها مدى الحياة. وهكذا تاتي القصة لتخبرنا ان ما تخيلته العمة من خير لم يكن حقيقي. وان ما سعت اليه من تربية صالحة للفتاة يتيمة اﻻبوين بالتضييق عليها في مخالطة الشبان. ومن الحد من حريتها في الزواج قبل عمر متأخر نسبيا هو عمر الخامسة والعشرين جاء بنتيجة معاكسة. اذ عاشت الفتاة مع شاب في الزنى. الا يطالعنا ذلك بنهج خاطئ للاباء في تربية ابنائهم، بعدم اعطائهم مساحة مناسبة من الحرية. فمزيد من الضغط يولد الانفجار، والممنوع مرغوب. وغيرها من الامثال الشعبية التي اثبتت بالزمن صحتها، واضحت مختبرة بما لا يدع شكا في انها تمثل ارثا من الثقافة والخبرة الانسانية المتراكمة عبر الاجيال.

الحبكة الثانية:
فضلت الين اﻻعلان عن زواجها بشادي بعد ان توفى. كان ذلك معناه ان تخسر ارثها. اي انها سوف تضحي بالمال (او العالم او رغد الحياة او الحياة ذاتها)، بعد ان خسرت الحب (بموت البطل.).
سوف تضحي بالمال بعد فوات اﻻوان. فقد مات حبيبها ولم يعد لها امل في ان تحيا اﻻ على ذكرياتها معه. ولكن لم يفت اﻻوان، فقد ربحت المال ايضا واحيت ذكرى حبيبها من خلال ابنهما.
ثمة مثل يقال: its never too late بمعنى انه ﻻ يوجد ما يسمى الفرص الضائعة. دائما الحياة تقدم فرصا متجددة تتجدد في كل صباح. والعاقل يتعلم من اخطائه فلا يسمح لنفسه بتكرارها. واﻻ عد ذلك غباءا وحماقة زائدة وعليه حينها ان يتحمل تبعات وقوعه في نفس اﻻخطاء مرارا وتكرارا.

الحبكة الثالثة:
وهي قمة الحبكات او حبكة الحبكات في هذه الرواية. كجزء من اجراءات التنازل عن الارث، قرا المحامي امامها الوصية. كان ذلك قبل اتمامها 25 عاما من عمرها بعدة شهور فقط. واذ بها تفاجئ بوصية اخرى داخل مظروف الوصية اﻻولى. الوصية الثانية تمنحها حق اﻻرث ايضا. 
في داخل هذه الحبكة حبكات فرعية اخرى:

الرابعة:
ان تفضل الحب على المال تربح اﻻثنين. فضلت الين ان تعلن زواجها بشادي المتوفي، احياءا لذكراه. فاذا بها تربح اﻻثنين- الحب والمال. الحب في طفلها الذي ورث صورة ابيه، والمال لانها نالت اﻻرث من عمتها.

الخامسة:
ان تفضل الاعلان عن الحب، فاذا بها تنال ما كانت سوف تخسره، لو ظلت تكتم علاقتها بشادي. “من يكتم خطاياه ﻻ ينجح..”. “ليس مكتو اﻻ ويظهر..”.

السادسة:
ان تفضل حمل اسم زوجها المتوفي بتصحيح الوضع، على ان تدفن خطيتها الى اﻻبد. فمن ثم قد حظيت بعائلة كبيرة، هي اسرة شاد: امه، واخته الكبيرة ماري وزوجها بوب وابنتهما الرضيعة باتي واخت شاد الصغيرة كوني. تتعافى الين تماما في وسط اسرتها الكبيرة. اسرة شادي الذي فضلت ان تحمل اسمه وقد توفى، بعد ان كانت ترفض تحمل اسمه وهو حي.

السابعة:
ان تفضل ان تعلن امر زواجها ولم يتبق سوى ايام. لو كانت قد انتظرت حتى اتمت المدة حسب شروط الوصية لكانت قد خسرت ارثها. ﻻنها حينها ستكون مخادعة. اذ اعتبرت نفسها غير متزوجة، في حين انها كانت بالفعل قد تزوجت بشادي. سوف تضحي  الين بالمال فاذ بها تربحه. ذهبت الين الى المزرعة، ومن فرط حزنها وبسبب انقطاعها عن الطعام غشى عليها. وجدت من ينقذها.