في سنة ٤١٠ م حلت بروما الأزمة الكبيرة، إذ هجم الغوط او القوطيون على روما بقيادة الأريك واحتلوها بعد حصار طويل. فساروا يقتلون ويضطهدون الشعب وينهبون ممتلكاتهم وكل ما بالمدينة، فدبّ الرعب والخوف في قلوب المسيحيين المؤمنين. وفي هذه الأثناء قام خصوم المسيحيين يحملونهم مسؤولية هذه الكارثة، لأن الآلهة في رأيهم أنزلت غضبها الشديد على روما بسبب الدين المسيحي والمسيحيين. وحينما قالوا لاغسطينوس ان كثير من المسيحيين قد اخذوا الى السبي فرد عليهم في تهكم لطيف:
"انها ولاشك، لاعظم مأساة تدعو الى الشفقة و الرثاء ان كان ممكنا نقلهم الى مكان يتعذر عليهم ان يجدوا الله الههم فيه". و استمر اغسطينوس يقيم الدليل تلو الاخر من الكتاب المقدس على ان الله غالبا ما بارك شعبه عندما كان مسبيا، كما زوده ايضا باعظم العزاء". قام أغسطينوس بتهدئة الأفكار وتثبيت الإيمان في النفوس التي تزعزعت، ورد على هجوم الأعداء واتهاماتهم للإيمان المسيحي مميزاً فيه بين زيف المجتمعات الدنيوية الفانية وبين مدينة الله الأزلية، بين نظام الحكم الأرضي والحكم السماوي، موضحاً فيه فشل الفلسفات والديانات الوثنية. وكان هذا أروع ما كتبه أغسطينوس. وقد ألف كتابه هذا ما بين سنة ٤١٣ م وسنة ٤٢٦ م في اثنين وعشرين فصلا.
يمكنك تحميل الكتاب من هنـــــــا