3 يناير 2020

رواية: اقدام الايائل

رواية: اقدام اﻻيائل
بقلم حنة هورنارد
انها رواية رمزية عن علاقة النفس بالله، تتخذ من سفر نشيد اﻻناشيد خلفية لها. تقع الرواية في 20 فصلا. تعلو الحبكة في رواية هورنارد تدريجيا ففي الفصل الرابع نستمع الى قول بطل الرواية وهو رئيس الرعاة" لحبيبته بطلة الرواية "اﻻنسة خوافة" ان نقطة البداية للرحلة الى المرتفعات  (السماويات) تبدأ من اوطأ مكان بالعالم (اﻻتضاع وانكار الذات والتجرد الكامل). فعندما يكون لديك ارجل اﻻيائل (اﻻرجل ترمز الى السير في الطريق الروحي) ويمكنك ان تقفزي على الجبال وتركضي على التلال مثلي، يمكنك حينها ان تركضي (نزوﻻ) الى اسفل باعمق مشاعر الفرح لبذل الذات،..
وبدا ايضا ان اﻻزهار البرية تغرد نفس نوع اﻻناشيد (التي غنتها من قبل جداول المياه" ولكن بلغة مختلفة ملونة، والتي مثل حديث الماء، يمكن فهمها فقط بالقلب ﻻ بالعقل… بعد ذلك بدا لخوافة ان جميع الطيور تغني جزﻻ .. السعادة هي ان تقدر ان تحب".
وما من شك في هذا، فمن ﻻ يقدر ان يحب لن يعرف للسعادة طعما.
ويتابع الراعي كلامه في اسلوب مفعم بالرومانسية (وهي طبعا حقائق ﻻ يدركها اﻻ المحبين) ان:
“الحب وحده هو الذي يمكنه ان يفهم الموسيقى والجمال والبهجة التي غرست في قلب الكائنات..
وكلما نما الحب في داخلك فانك ستفهمين امورا عديدة .. ستتسبين موهبة تعلم اللغات – لغات غير معروفة، وسوف تتكلمين لغة الحب ايضا. كل هذه اﻻشياء سوف تتقنينها في رحلتك الى المرتفعات".
ثم يسلمها الراعي الى اثنين من حراسة (يتضح فيما بعد انهما الحزن واﻻلم اللذين ﻻ مفر منهم بالنسبة لكل المحبين على اﻻخص).
يبدا الراعي في تعريفها بحقائق (روحية) مثل: ضرورة المران فبغيره لن يكون لها اقدام اﻻيائل التي تستطيع تسلق الجبال وصوﻻ الى المرتفعات. نستمع اليه وهو يقول لحبيبته:
نعم، يمكنني ان احملك بنفسي طوال الطريق الى المرتفعات، لكن اذا فعلت ذلك ، فلن يمكنك ابدا من اكتساب اقدام اﻻيائل .. بعد ذلك بمقدورك ان تذهبي معي "قافزة على الجبال".
يعود ويذكّرها بوجود اﻻعداء (الروحيين)، الذين يملأون الجبل (وكل مكان بالعالم)، لذلك فهي في حاجة الى الحارستين اللتين عينهما الحبيب لحراستهما.
كانتا الحارستين مقنعتين وصامتتين تماما، وهذا اثار تساؤﻻت كثيرة بداخلها. لكن الراعي ﻻ يترك تساؤﻻتها بدون اجابة، بل يعرّفها الراعي انهما ليس بكمتيان ولكنهما تتحدثان بلغة جديدة، لغة الجبال التي لم تتعلمها هي بعد.
تجفل البطلة فوق لقائها بالحارستين وتشعر بغصة عظيمة حتى انها تبدأ في البكاء والسؤال: “لماذا جعلت من أشخان والآم رفيقتاي في السفر؟ الم يكن بامكانك ان تجعل (فرح وسلام) يرافقاني. لكن الحبيب يذكّرها الراعي بوعدها بالثقة الكاملة فيه. وعلى الفور تبدي الحبيبة الخضوع وتخبره انها تحبه حقا. فحتى اذا طلب منها المستحيل فانها لن ترفض.. فليس في العالم (في نظرها) سوى شخصه المحبوب.
يبتهج الراعي باجابتها ويضحك. وتتردد ضحكته عبر الصخور للوادي الضيق. "حتى ان كل سلسلة الجبال كانت تضحك معه. وارتفع الصدى الى اعلى قافزا من صخرة الى اخرى ومن جرف الى اخر وصوﻻ الى اعلى قمة، حتى بدا وكان اخر صدى خافت له وصل الى عنان السماء”.
وتترنم الحبيبة مرحبة بالحزن واﻻلم وتقول:
“دع اﻻشجان تعمل عملها.. فانها ترسل حلاوة..”.
يتركها الراعي وهو يردد: “ارجع يا حبيبتي الظبي او غفر اﻻيائل على الجبال المشعبة"(نش2: 17). لقد قفز الراعي الى صخرة مرتفعة (مثل ايّل قوي) وتكرر اﻻمر بسرعة وفي لحظات اختفى من امام ناظريها.
ويختم الفصل بتلك الحقيقة السامية:
ان نمو ارجل اﻻيل ، ما هو اﻻ عملية سرية، ﻻ يراها احد. ويوما ما سيكون لها هذه الاقدام لتقفز مع حبيبها فوق الجبال وتتسلق المرتفعات.
الفصل الخامس:
يعلو الصراع رويدا رويدا حتى يتطلب من القارئ ان يحبس انفاسه وهو يقرا عن صراعها مع افراد اسرتها (وحقا كما قال الرب يسوع "اعداء اﻻنسان اهل بيته"). لكن هورنارد قبل ان تجعلنا ننخرط في صراع البطلة تطمئننا على الحبيبة فتقول "في كل مرة كانت على وشك اﻻتداد كانت تتشبث بيد احدى الحارستين، كانت تنتابها غصة من المرارة ، ولكن حالما تقبض يداهما عليها تختبر قوتهما الفائقة.