3 مارس 2015

الزمن.. الحظ..


اطلقنا على ما نقوم به تسكع وتلكؤ. شمس النهار الحارقة تجعل المرء يعرق كثيرا ثم يتحول العرق الى شيئا ما يملأ الانوف برائحة لا تحتمل.. دندن في صوت مرح: الم يكن هذا الزمن جميلا؟ خاصة الان وقد مضى، وانت تحاول ان تسترجعه.
قلت: لم يكن هذا الزمن جميلا، بل هوجميل الآن، ما زال وسيظل، انه ماثل، لم ينقضي، انا لا استرجع شيئا، كيف استرجع ما هو حاضر؟
قال دون مقدمات بحماس ساذج وبصوت عال: التاريخ لا يدحض.
قلت: بل مخادع، لا اعرف التاريخ وانا اقول 1941، 1984، ... ليس هذا الا منارات تضئ بحرا بلا شاطئ ولا جرس، تيه الامواج بلا نهاية، ليس فيه مسار، والسفن تمخره بلا توقف.
سرنا في ازقة لا تنتهي تتلوى كالثعابين، صاعدة هابطة على ارض وعرة.
ولكنه لم يكن يحس بالخطر، لذا مرت به نصائح امه مثلما تمر به نصائحها اليومية الكثيرة المملة، وبحركة بهلوانية اطار عملة في الهواء ثم تلقاها بكفه وبسرعة البرق اغلق عليها بكل اصابعه واضعا في نفس اللحظة ابتسامة بعرض فمه الكبير، وهو يقول:
هل رأيت ذلك؟ النجاح في الحياة مثل قذف العملة في الهواء، انه يعتمد على الحظ.
قلت: النجاح نبتة تغرسها بالكد والعرق في فترة الشباب، وتجنيها لاحقا.
قال: يا شيخ!
قلت: ليس ثمة شيخ يتذكر او يتحسر، وليس ثمة فتى انحسر ظله، بل هما واحد.
قال: ربما هذه مجرد طريقة في الكلام، لعلها تشبيه او استعارة.
قلت: لا، انها طنطنة بلا اقنعة.

ليست هناك تعليقات: