14 مارس 2015

زَبَد نحن في امواج البشرية


اننا نجري وراء اوهامنا حتى تنقطع انفاسنا وتدمي اقدامنا فنسقط وعلى شفاهنا بسمة وفي اعيننا دمعة. اننا خلقنا زبدا في موج البشرية، زبدا سوف يذهب هباءا لأن كل شئ باطل وقبض الريح. لقد صنع العلماء منظارا عاكسا من مرآة لست ادري على التحقيق مقدار قطرها، وان هذا المنظار الهائل الرائع سوف يتيح لاعيننا البشرية ان ترى من الكون الى مدى 900 سنة ضوئية (والسنة الضوئية كما لا احتاج ان اذكرك هي السنة التي يقضيها النور سائرا بسرعة الف ميل في الثانية الواحدة).
هل لك ان تتصور هذا المقدار الذي نراه من الكون، ليجمد عقلك او ليتحطم ولتضرب رأسك في الجدار ما شئت، لكي تتصور هذا القدر الضئيل الذي يمكن لعيوننا الضئيلة ان تراه من الكون. حكيت هذه الامر لاحد اقربائي، شخص "عادي" اسمه بقطر، ولما انتهيت من روايتي حدق في بعيون واسعة فيها بريق شك وعجب، ثم قال بلهجة مضحكة قليلا: ايه؟ العلهم يريدون رؤية الله؟".
صديقي.. ألسنا بعد كل شئ .. نصنع ضجة كبيرة لا مبرر لها.. ماذا نكون؟ وماذا تكون البشرية كلها؟.. وعلى الاكثر ماذا يكون شخص مثلي في كون نرى منه فقط 900 مليون سنة ضوئية؟.. و لا نعرف كم من ملايين او مليارات السنوات الضوئية لا نراه.
هل تذكر قول الخيام عن الكون:
اتراهم وقد تولت قرون 
اعجزتهم كاف وواو ونون
حريق الاخيلة - ادوار الخراط