اسم الكتاب: العذاب الاحمر
تاليف: ريشار وورمبراند
كلمة عن المؤلف:
في عام 1945 عندما استولى النازيون على رومانيا ، وابتداوا يضعون ايديهم على الكنائس، ابتدا ريتشارد ورمبراند فورا خدمة قوية وفعالة تحت الارض لاجل شعبه المستعبد. فقبض عليه سنة 1948، كما قبض على زوجته سابينا والتي عملت 3 سنوات في معسكرات السخرة..
بعد 8 سنوات افرج عنه واستانف عمله ، فاستانف عمله السري مرة اخرى. وبعد عامين اي عام 1959 قبض عليه ثانية وحكم عليه بالسجن 25 عاما. وفي سنة 1964 صدر عفو شامل . فاستانف عمله للمرة الثالثة اي خدمته تحت الارض. ونتيجة للخطر البالغ، اذا دخل السجن مرة ثالثة. عمد المسيحيون الى صفقة مع الشيوعيون. وكانت كفالة خروج السجين من رومانيا 1900 دولار ولكن كفالة ومبراند 10000 دولار.
تمهيد:
شهور مضت من الحبس الانفرادي. الآم جسدية ونفسية وذهتية رهيبة مر بها ورمبراند لمدة 14 عاما. واحدة من انبل القصص في الايمان والاحتمال – رحلة حمل الصليب مع الرب يسوع.
جوع روسيا وعطشها للمسيح:
لقد نشأت في عائلة ليس لها اية ديانة – ففي صباي لم احظ باي تعليم ديني وفي الرابعة عشرة كنت ملحدا متقسيا. عرفت الفقر في سني الحرب العالمية الاولى- قرات كتبا الحادية كثيرة، ولم يكن الامر اني لم اؤمن بالمسيح بسبب قراءاتي هذه، ولكن كان عدم ايماني ناشئ من بغضي للمعتقدات المسيحية معتبرا اياها مؤذية للذهن الانساني. لذلك كان في مرارة تجاه الدين.
لكن رغم اني كنت ملحدا فقد كان شئ ما يجذبني نحو الكنائس. وعلى كل حال لم اكن افهم ما يحدث داخل الكنائس. فقد كنت واثقا انه لا يوجد اله. .
كنت اعرف انه لا يوجد اله – ولكني كنت حزينا لان اله المحبة هذا غير موجود. وذات مرة اثناء صراعي الداخلي دخلت كنيسة كاثوليكية فرايت اناسا راكعين ويقولون شيئا خافتا ففكرت في ان اركع بجانبهم وانصت الى صلواتهم وارددها وارى اذا كان هناك شئ يحدث لقد كانوا يصلون "السلام لك يا مريم يا ممتلئة نعمة" فرددت وراءهم نفس الكلمات مرة تلو لاخرى، ونظرت الى تمثال العذراء ولكن شيئا لم يحدث – فكنت حزينا لذلك. وفي يوم صليت الى الله – وكانت صلاتي شيئا مثل – يا الله اني اعرف يقينا انك غير موجود. ولكن اذا كنت بالصدفة موجودا – وهذا ما انكره بشدة فانه من شاني ان اؤمن بك – ولكن من شانك انت ان تظهر لي ذاتك.
وفي ذلك الوقت – كما اكتشفت فيما بعد – في قرية من جبال رومانيا كانت صلاة نجار عجوز هكذا:
"يا الله – لقد خدمتك على الارض – ومكافاتي ان لا تدعني اموت قبل ان اتي بشخص يهودي لمعرفتك، لان الرب يسوع كان من اليهود. لكني فقير ومسن ومريض ولا استطيع ان اذهب لابحث عن شخص يهودي. فات بواحد يهودي الى قريتي وساعمل اقصى جهدي لكي احضره للمسيح.
ورغم ان في رومانيا 12 اف قرية. لكن شيئا ما دفعني للذهاب الى تلك القرية عينها. وعندما عرف اني يهودي اكرمني ذلك النجار. اعطاني الكتاب المقدس لاقراه – كان نوعا غريبا – مكتوبا ليس فقط بالكلمات بل متاججا يلهب القلب – لم اكن استطيع ان اقرا كثيرا. كنت فقط ابكي تاثرا منه.
ثم تجدت زوجتي بعدي بوقت قصير. واتت هي الاخرى بنفوس كثيرة للمسيح.
حينئذ جاءت حقبة النازية. وكان علينا ان نعاني كثيرا. ففي رومانيا اخذت النازية شكل دكتاتورية عناصر ارثوذكسية متطرفة اضطهدت البروتستانت كما اضطهدت اليهود.