الماء والنار:
قبل مضى وقت طويل استطاعوا ان يروا سموج يندفع نحوهم كشرارة من النار..
بين صراخ وعويل وصياح الرجال ولم يجده هناك.
كان الجسر قد اختفى واعداؤه كانوا على جزيرة في مياه عميقة.اعمق واكثر ظلمة وبرودة مما يحبذ. كان ليتصاعد منها بخار ودخان يكفيان لتغطية المنطقة كلها لايام عديدة. قفز من مكانه واندفع وابل من السهام السوداء لترطم بالقشور التي تغطي جسده
ضربة من ذيله قوضت دعائم احد البنايات حتى انهار.
لهب ﻻ ينطفئ اشتعل في كل حدب وصوب.
انقضاضة اخرى وبيت اخر يشتعل ويتهاوىوﻻ سهم اعاق سموج اكثر من لدغة ذبابة.
الملك نفسه فكر في الهرب بقاربه المطلي بالذهب. وكان ذلك هو امل التنين.. فليركبوا القوارب جميعا. سيستمتع بمطاردتهم. دعهم يحاولون الوصول الى اليابسة سيان. قريبا سيشعل كل الغابات الشاطئية بنار تخرج من فمه.
انطلق سهم احد الرماة لينغرس في صدر التنين وغاب سنه وقصبته وريشته السوداء داخل صدر الوحش بالكامل. بصرخة تصم اﻻذان سقط التنين وانقلب على ظهره كجلمود من الصخر سقط من علو.
صرخ سكان القرية جميعا:
"يحي الرامي وتسقط ذكائب المال”.
وانتقل الهتاف من القريبين الى اﻻبعد حتى تردد صداه الشاطئ كله.
"نريد بارد ملكا”.
وهنا نهض الملك على قدميه وتحدث بصوت عال:
"لماذا ينصب اللوم علي؟ اي ذنب ارتكبت يستحق عزلي؟ من الذي ايقظ التنين من مهجعه؟"
كانت نتيجة كلماته ان نسى القوم لفكرة الملك الجديد في الوقت الحالي تماما. واتجهت افكارهم الغاضبة نحو ثورين ورفاقه. وصاحوا وراحوا يهتفون:
"ان اﻻقزام اطلقوا علينا التنين عمدا”.
***
حفلة طال انتظارها:
حفلة طال انتظارها يقيمها بيلبو باجنز العجوز للهوبيت، الذي على الرغم من انه احتفظ بالخاتم الذي كان يتمثل فيه امله الوحيد. فانه لم يستخدمه ليساعده في قتل ذلك المخلوق التعيس. وعن مغامرات بيلبو هناك الكثير يمكن ان يقال.
كان بيبلو غنيا جدا.. وقد دأب العامة على اﻻعتقاد ان التل في (باج اند) كان مليئا بالانفاق المحشوة بالكنوز. عندما كان عمر بيلبو 90 سنة تبنى الصبي فرودو باجنز واحضره ليعيش في باج اند وقال له "يا ابني تعال وعش معنا".
وبات مفهوما اﻻن ان هناك شئ ما غير عادي يتم التخطيط له. وكان عمر فرودو 33 وهو رقم مهم. كان بيلبو يجري احاديثه الطويلة في حانة اللبلاب على طريق مجاورة الماء. وكان مولعا باصنافه من الطعام وقدم طاولة طعام سخية في الليلة التي لقى فيها ودروجو وزوجته ابوي فرودو حتفهما غرقا في الماء. ارجع البعض السبب الى وزنه الثقيل مما سبب انقلاب القارب عند اول تمايل له. وقال اخرون ﻻ بل زوجته كانت السبب، لقد دفعته الى الماء غدرا لكنه تشبث بها و سحبها وراءه، فغرقا اﻻثنين.
قال بيلبو مبتئسا: ليس عليك ان تنصت الى كل ما تسمعه يا فرودو.. ليس عليك الخوض في حديث الجذب والشد. ان القوارب خداعة تماما بما يكفي بالنسبة ﻻولئك الذي يجلسون في سكون.
على اية حال فقد ترك السيد فرودو وحيدا يتيما. سيعود ليعيش في باج اند. يبدو انه قد كبر في العمر. نتمنى له الصحة والسعادة ولكن السن له حكمه..
فجأة يقدم بيلبو وريثا له. وقد تمت جميع اﻻوراق بشكل صحيح وﻻ ينقص شيئا.
قال جندلف: كم تبدو مشرقة حديقتك!
رد بيلبو "نعم. انني مغرم بها حقا".
امض اذن ايها الرفيق في خطتك.
انال متعة والفكاهة.
قال جندلف وهو يهز راسه"من الذي سيضحك؟”. انني اتساءل، "او ليس من يضحك اخيرا يضحك كثيرا!”
سوف نرى اذن!
اصبح الناس متحمسين لحضور الحفل، وبداوا يحسبون اﻻيام في الروزنامة.
وفي يوم الحفل كانت هناك اﻻغاني والرقصات والطعام واﻻلعاب النارية .. وكأن ربيعا يتفتح في لحظة وكان اﻻشجار يتساقط من على فروعها ورودا .. وفجأة انفجر صاروخا مولدا صوتا يصك اﻻزان.
نهض بيلبو وبدا يخطب في مدعويه:
"في واقع اﻻمر اريد ان احييكم على الفترة التي قضيتها معكم”.
وهنا علت صيحات استحسان هائلة.
واستطرد:
"وثانية ﻻحتفل بعيد ميلادي".
علت صيحات مجددا!
"وثالثا واخيرا اود ان اعلن عليكم ..”.
ارتدى بيلبو بسرعة بعض الملابس غير المهندمة واخرج من درج مغلق معطفا بعدها ذهب الى غرفة مكتبه واخرج من صندوق خزنة كبيرة حزمة ملفوفة من قطع قماش قديمة ومخطوطة وظرفا كبيرا منتفخا ايضا. وحشر الكتاب اعلى حقيبة
وضعه في المعطف ولكنه اخرجه فجأة وحشره في جيب بنطاله.
"حذاري ان يغيب عن عينك فرودو!”
رد فرودو:
"سوف اضع عيني كلتاهما عليه. بقدر ما استطيع ان استغني عنهما.”
وضحك.
تصلب وجهه اللطيف وصاح: "ولم ﻻ؟ وما هو شأنك في ذلك. على اية حال انت تعرف ما افعل باشيائي الخاصة؟ انه يخصني وحدي". وتابع:
"انه يخصني وحدي. شيئ الثمين. نعم شيئ الثمين”.
ولم يكن سوى رجفة في عينيه الغائرتين اظهرت انه خائف بل مذعورا في واقع اﻻمر.
"حتى لو قال جوﻻم. الخاتم ﻻ يخصه. انه يخصني انا. وسوف احتفظ به
انت مدين لي. هيا تخل عنه. لتفعل مثل ما وعدت به.”.
رد بيلبو: "في الواقع انني اعطي الكثير من هدايا عيد الميلاد، اكثر بكثير مما يتوقعون..”
**
قال مشيرا الى الخاتم:
" ارجو اﻻ تستخدمه باي طريقة من شأنها ان تثير الشكوك. احتفظ به في امان. واحتفظ به سرا”.
"انت غامض جدا. ما الذي تخشاه؟"
"لست متاكدا. ولذلك لن اقول اكثر من ذلك.”
"سوف اغادر. صرت غير مرغوب فيه بعض الشئ. يقولون انني مصدر ازعاج للامن. بعض الناس في الواقع يتهمونني بخطف بيلبو واخفائه. او ما هو اسوأ. اذا كنت تريد ان تعرف، يقولون بان مؤامرة بيني وبينك للاستيلاء على ثروته”.
قال جندلف ملوحا بيده:
"وداعا. وترقب حضوري خاصة في اﻻوقات غير المتوقعة. الى اللقاء”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق