17 نوفمبر 2015

باراباس


باراباس هو الرجل الذي جرى مبادلة الحياة والموت بينه وبين السيد المسيح، فصلب المسيح على تلة الجلجلة بينما اطلق باراباس حرا. المسيح البرئ بشهادة الوالي بيلاطس نفسه الذي قال "اني لا اجد علة للموت فيه"، بينما اطلق باراباس حرا رغم انه كان مستوجبا لحكم الاعدام بسبب اشتراكه في جريمة قتل اثناء فتنة حدثت في مدينة اورشليم.

وعلى الرغم من صغر حجم هذه الرواية (144 صفحة)، الا انها عميقة من حيث احتواءها على تأملات عميقة تثير الكثير من الأسئلة. باراباس، والذي يعتبر على نطاق واسع الشخصية الرئيسية للرواية التي خطها المؤلف السويدي والحائز على جائزة نوبل  عام 1951 ويدعى "بار لاغركفيست"، هو نموذج لقضية الإيمان. باراباس، برئ من تهمة القتل، واطلق حرا ليتمتع بالحياة في حين صلب يسوع عوضا عنه، ويقضي حياته مأخوذا بهذا الحدث الواحد. رغم انه "المحظوظ" ان جاز التعبير الا انه طوال فصول الرواية يظهر شاعرا بالضياع. ورغم انه نجا من الموت ونال الحياة، انه لا يمكنه إلا أن يشعر بان الحياة لا معنى لها.
ان باراباس طوال الرواية يكافح لقبول الإيمان بهذا الرجل المصلوب الذي كان يسمع كثيرا عنه. قال باراباس عن نفسه صراحة: "انا لا استطيع الايمان"، ولكنه رغم ذلك يصلي قائلا: "أريد أن اؤمن". في حين ان باراباس يريد بشدة أن يؤمن، الا انه لا يمكنه ذلك بسهولة. انه لا يمكنه استيعاب المعنى وراء وصية "ليحب بعضكم بعضا" رغم انها تبدو بسيطة لاخرين، لأنه لا يوجد لديه "فكرة الحب". لقد شاهد العديد من الأحداث القوية في تأثيرها، وهو يحاول إيجاد تفسيرات منطقية لها. كما انه لا يمكن فهم كيف يكون رجل عادي الله متجسدا، لماذا يسمح لنفسه الموت كالعبيد، وعلاوة على ذلك، لماذا يسمح لأتباعه ان يعانوا وأن ينفذ فيهم حكم الاعدام كذلك.
الرواية قوية ومؤثرة للغاية وبسببها بارلاجير كفست جائزة نوبل. انها رواية فريدة من نوعها اذ تقدم وجهة نظر عن الدين والإيمان تصل إلى القارئ بغض النظر عن أية معتقدات دينية شخصية.  ان فكرة الإيمان هي نبض هذه الرواية. بار لاجيركفست يضع الأساس إلى الايمان بالله بان يقدم لمحات بسيطة من الحجج المضادة: لقد استخدم مهارته الادبية بطريقة استثنائية. وهو يصيغ روايته في خضم زاخر من الصور في كل فصول الرواية.


كما تم انتاج الرواية كعمل سينمائي حديثا.

لتحميل الرواية اضغط هنــــــــــــــا 

ليست هناك تعليقات: