10 أغسطس 2016

رواية العطر - قصة قاتل


الرواية لم أقرأها في البداية، فقد سبقها مشاهدتي الفيلم المذهل إخراجا وتصويرا وآداءا الذي يصور احداث الرواية. هذه الرواية من اروع الروايات التي قرأتها، ولو كان هناك درجات للتقييم اكثر من خمسة نجمات لمنحتها اياها.
الرواية تروي قصة حياة صبي يتيم ولد بدون رائحة كباقي الاولاد - بحسب وصف المرضعة التي عهد اليها برعايته، ومؤلف الرواية "باتريك سوزكيند" يذكر القارئ بمدى قوة تأثير حاسة الشم على الانسان. على الرغم من أن جان غرينوي واحد من أسماء كبيرة في الخيال المعاصر، الا ان الرواية قدمت صورة مذهلة عن رائحة يبدو انها من ذلك النوع الذي لا يمكن تقدير حجمه في معظم الاشياء، رائحة الانسان.

غرينوي، بطبيعة الحال، شخصية قاتل، وسوزكيند يأخذنا للرعب حرفيا في فترات مختلفة في جميع أنحاء القصة. ومع ذلك، على الرغم من الطريقة التي يصف بها مشاهده، فان سوزكيند يقدم غرينوي كبطل لا جدال فيه ويجعلك، على أقل تقدير، متعاطف معه إن لم يكن بنوع من الشفقة، فبنوع من الاعجاب كرجل فريد يمتلك قدرات خاصة.
وبما أن العنوان الفرعي للكتاب هو "قصة قاتل"، فأنا لا أعتقد أنه يعطي أي شيء بعيدا إلى القول بأن ذروة الكتاب هي في سرد جرائم القتل الوحشية حيث قدم سردا لـ 25 واقعة قتل لسيدات. أن غرينوي يستخدمها لتكوين افضل العطور ذات الرائحة الأكثر مثالية في العالم. وعلى الرغم من كل الصعوبات التي واجهها، يطارد حلمه ولا يتردد ابدا في سعيه من اجل تحقيق حلمه، والذي في جوهره، شيء فانتازي لاقصى حد.


نهاية الرواية مجنونة حقا، ولكنها تأتي بشكل رائع جدا. من الصعب تقريبا أن نقبل بأن ما حدث هو حقيقي وليس نوعا من الحلم (وهو ليس كذلك). ويترك القارئ في انتظار اللحظة التي يفتح بطل  الرواية غرينوي عينيه ويقول لنا ما حدث فعلا، لكنه لن يأتي أبدا. مقارنة بذروة الرواية او حبكتها، كانت خاتمة القصة تقريبا تصل الى الكمال، في أية قصة أخرى سوف تنظر إليه على أنه مجنون إن لم يكن أكثر من ذلك. ولكن لا تدع ذلك ينتقص لك من قراءة الرواية. هذا صحيح، عليك إما ان تحبهها أو تكرهها، ولكن لا يهم ذلك لانك لن تقول ابدا ان قراءتي لها لم تكن ذات نفع.

ليست هناك تعليقات: