6 ديسمبر 2020
بلد العميان
30 أبريل 2020
العذاب الاحمر
اسم الكتاب: العذاب الاحمر
تاليف: ريشار وورمبراند
كلمة عن المؤلف:
في عام 1945 عندما استولى النازيون على رومانيا ، وابتداوا يضعون ايديهم على الكنائس، ابتدا ريتشارد ورمبراند فورا خدمة قوية وفعالة تحت الارض لاجل شعبه المستعبد. فقبض عليه سنة 1948، كما قبض على زوجته سابينا والتي عملت 3 سنوات في معسكرات السخرة..
بعد 8 سنوات افرج عنه واستانف عمله ، فاستانف عمله السري مرة اخرى. وبعد عامين اي عام 1959 قبض عليه ثانية وحكم عليه بالسجن 25 عاما. وفي سنة 1964 صدر عفو شامل . فاستانف عمله للمرة الثالثة اي خدمته تحت الارض. ونتيجة للخطر البالغ، اذا دخل السجن مرة ثالثة. عمد المسيحيون الى صفقة مع الشيوعيون. وكانت كفالة خروج السجين من رومانيا 1900 دولار ولكن كفالة ومبراند 10000 دولار.
تمهيد:
شهور مضت من الحبس الانفرادي. الآم جسدية ونفسية وذهتية رهيبة مر بها ورمبراند لمدة 14 عاما. واحدة من انبل القصص في الايمان والاحتمال – رحلة حمل الصليب مع الرب يسوع.
جوع روسيا وعطشها للمسيح:
لقد نشأت في عائلة ليس لها اية ديانة – ففي صباي لم احظ باي تعليم ديني وفي الرابعة عشرة كنت ملحدا متقسيا. عرفت الفقر في سني الحرب العالمية الاولى- قرات كتبا الحادية كثيرة، ولم يكن الامر اني لم اؤمن بالمسيح بسبب قراءاتي هذه، ولكن كان عدم ايماني ناشئ من بغضي للمعتقدات المسيحية معتبرا اياها مؤذية للذهن الانساني. لذلك كان في مرارة تجاه الدين.
لكن رغم اني كنت ملحدا فقد كان شئ ما يجذبني نحو الكنائس. وعلى كل حال لم اكن افهم ما يحدث داخل الكنائس. فقد كنت واثقا انه لا يوجد اله. .
كنت اعرف انه لا يوجد اله – ولكني كنت حزينا لان اله المحبة هذا غير موجود. وذات مرة اثناء صراعي الداخلي دخلت كنيسة كاثوليكية فرايت اناسا راكعين ويقولون شيئا خافتا ففكرت في ان اركع بجانبهم وانصت الى صلواتهم وارددها وارى اذا كان هناك شئ يحدث لقد كانوا يصلون "السلام لك يا مريم يا ممتلئة نعمة" فرددت وراءهم نفس الكلمات مرة تلو لاخرى، ونظرت الى تمثال العذراء ولكن شيئا لم يحدث – فكنت حزينا لذلك. وفي يوم صليت الى الله – وكانت صلاتي شيئا مثل – يا الله اني اعرف يقينا انك غير موجود. ولكن اذا كنت بالصدفة موجودا – وهذا ما انكره بشدة فانه من شاني ان اؤمن بك – ولكن من شانك انت ان تظهر لي ذاتك.
وفي ذلك الوقت – كما اكتشفت فيما بعد – في قرية من جبال رومانيا كانت صلاة نجار عجوز هكذا:
"يا الله – لقد خدمتك على الارض – ومكافاتي ان لا تدعني اموت قبل ان اتي بشخص يهودي لمعرفتك، لان الرب يسوع كان من اليهود. لكني فقير ومسن ومريض ولا استطيع ان اذهب لابحث عن شخص يهودي. فات بواحد يهودي الى قريتي وساعمل اقصى جهدي لكي احضره للمسيح.
ورغم ان في رومانيا 12 اف قرية. لكن شيئا ما دفعني للذهاب الى تلك القرية عينها. وعندما عرف اني يهودي اكرمني ذلك النجار. اعطاني الكتاب المقدس لاقراه – كان نوعا غريبا – مكتوبا ليس فقط بالكلمات بل متاججا يلهب القلب – لم اكن استطيع ان اقرا كثيرا. كنت فقط ابكي تاثرا منه.
ثم تجدت زوجتي بعدي بوقت قصير. واتت هي الاخرى بنفوس كثيرة للمسيح.
حينئذ جاءت حقبة النازية. وكان علينا ان نعاني كثيرا. ففي رومانيا اخذت النازية شكل دكتاتورية عناصر ارثوذكسية متطرفة اضطهدت البروتستانت كما اضطهدت اليهود.
30 مارس 2020
قراءة في رواية: الطاعون
23 مارس 2020
فابيولا ٢
كان الدم يغلي في عروقي. وسمعت صوتا يهتف بي في اعماقي قائلا:
يا جبان.. تقدم واثبت له انك لست كذلك. وشعرت بان فيّ قوة عشرة رجال، ووددت لو امسكت به، وخبطت به اﻻرض. وكانت هذه احرج لحظات مررت بها في حياتي..
وماذا فعلت بي يا بني؟
لقد انتصرت يا امي على هذا الروح الردئ. وتذكرت سيدي المبارك في بيت قيافا والجند يحيطون به ساخرين ضاحكين مستهزئين يضربون ويتفلون على وجهه. فقلت في نفسي، هل العبد افضل من سيده، ام التلميذ افضل من معلمه؟ وهكذا رفعت يدي الى السماء وفي هذه اللحظة تقدم كسيانوس الذي كان يرى كل شئ من بعيد. ولما رأوه تفرقوا مبتعدين. ولكن طلبت منه بحق اﻻيمان اﻻقدس المشترك بيننا ان يترك هذا الشاب وﻻ يمد اليه يدا. اﻻ ترين يا اماه ان هذا اليوم يستحق ان يكون اسعد يوما في حياتي؟
حفلة التكريس
واسدل الليل ستاره على مدينة روما، ودلفت الى البيت خادمة عجوز، واشعلت في هدوء الثريات والسرج وانسحبت كما اتت، والقت السرج ضوءا على الشخصين الجالسين في صمت، وهما يتطلعان احدهما الى اﻻخر، فلم ترد اﻻم بعد ان اكمل ابنها قصته، اﻻ ان تنحني عليه وتقبله.. كانت تجيش في صدرها مشاعر متباينة. لم تكن هذه المشاعر هي مشاعر ام ترى ابنها نجح في امتحان قاس صارم، فهي تستطيع ان تفخر بابنها اما شيوخ الكنيسة، كما افتخرت ام من قبل بابنها امام مجلس الشيوخ الروماني.
ولكن المشاعر التي تجيش في صدرها اعمق من هذا. وكانت هذه لحظة انتظرتها منذ سنين طويلة، واعدت العدة لها بدموع وطلبات كثيرة. فكم من ام كرست ابنها من المهد ﻻقدس واسمى هدمة في الوجود : الخدمة امام المذبح.. وروت نبتة القداسة في حياته بدموع عينيها..
واغمضت اﻻم القديسة عينيها ورفعت قلبها بصلاة قلبية عميقة.. ثم قطعت لوسينا حبل السكون قائلة له:
لقد اتى الوقت يا ابني الذي كنت اعد نفسي له وكنت اتطلع اليه منذ امد بعيد.. ها انا اراك اليوم ووجهك صوب صهيون وقد ادرت ضهرك الى مدينة اﻻباطيل وشعارك "حاشا لي ان افتخر اﻻ بصليب يسوع المسيح". لقد كنت انتظر هذه الساعة التي يختبر فيها ايمانك.. وها قد اجتزت اﻻختبار بنجاح.. ويحق لي ان اقول بفرح انك ابن الشهيد، وان نصيب اثنين من روح ابيك قد حل عليك.
وتمتم الصبي في دهشة:
يا اماه ماذا فعلت حتى تخاطبيني هكذا؟
اسمع يا ولدي: لما كنت طفلا كطفل كنت تتكلم وكطفل كنت تفطن وكنت تفكر.. وها قد اصبحت رجلا وينبغي ان تبطل ما للطفل..
ماذا تقصدين يا امي؟
(يستكمل)
14 مارس 2020
رواية فابيولا
25 فبراير 2020
ايام زمان
3 يناير 2020
رواية: اقدام الايائل
رواية: اقدام اﻻيائل
بقلم حنة هورنارد
انها رواية رمزية عن علاقة النفس بالله، تتخذ من سفر نشيد اﻻناشيد خلفية لها. تقع الرواية في 20 فصلا. تعلو الحبكة في رواية هورنارد تدريجيا ففي الفصل الرابع نستمع الى قول بطل الرواية وهو رئيس الرعاة" لحبيبته بطلة الرواية "اﻻنسة خوافة" ان نقطة البداية للرحلة الى المرتفعات (السماويات) تبدأ من اوطأ مكان بالعالم (اﻻتضاع وانكار الذات والتجرد الكامل). فعندما يكون لديك ارجل اﻻيائل (اﻻرجل ترمز الى السير في الطريق الروحي) ويمكنك ان تقفزي على الجبال وتركضي على التلال مثلي، يمكنك حينها ان تركضي (نزوﻻ) الى اسفل باعمق مشاعر الفرح لبذل الذات،..
وبدا ايضا ان اﻻزهار البرية تغرد نفس نوع اﻻناشيد (التي غنتها من قبل جداول المياه" ولكن بلغة مختلفة ملونة، والتي مثل حديث الماء، يمكن فهمها فقط بالقلب ﻻ بالعقل… بعد ذلك بدا لخوافة ان جميع الطيور تغني جزﻻ .. السعادة هي ان تقدر ان تحب".
وما من شك في هذا، فمن ﻻ يقدر ان يحب لن يعرف للسعادة طعما.
ويتابع الراعي كلامه في اسلوب مفعم بالرومانسية (وهي طبعا حقائق ﻻ يدركها اﻻ المحبين) ان:
“الحب وحده هو الذي يمكنه ان يفهم الموسيقى والجمال والبهجة التي غرست في قلب الكائنات..
وكلما نما الحب في داخلك فانك ستفهمين امورا عديدة .. ستتسبين موهبة تعلم اللغات – لغات غير معروفة، وسوف تتكلمين لغة الحب ايضا. كل هذه اﻻشياء سوف تتقنينها في رحلتك الى المرتفعات".
ثم يسلمها الراعي الى اثنين من حراسة (يتضح فيما بعد انهما الحزن واﻻلم اللذين ﻻ مفر منهم بالنسبة لكل المحبين على اﻻخص).
يبدا الراعي في تعريفها بحقائق (روحية) مثل: ضرورة المران فبغيره لن يكون لها اقدام اﻻيائل التي تستطيع تسلق الجبال وصوﻻ الى المرتفعات. نستمع اليه وهو يقول لحبيبته:
نعم، يمكنني ان احملك بنفسي طوال الطريق الى المرتفعات، لكن اذا فعلت ذلك ، فلن يمكنك ابدا من اكتساب اقدام اﻻيائل .. بعد ذلك بمقدورك ان تذهبي معي "قافزة على الجبال".
يعود ويذكّرها بوجود اﻻعداء (الروحيين)، الذين يملأون الجبل (وكل مكان بالعالم)، لذلك فهي في حاجة الى الحارستين اللتين عينهما الحبيب لحراستهما.
كانتا الحارستين مقنعتين وصامتتين تماما، وهذا اثار تساؤﻻت كثيرة بداخلها. لكن الراعي ﻻ يترك تساؤﻻتها بدون اجابة، بل يعرّفها الراعي انهما ليس بكمتيان ولكنهما تتحدثان بلغة جديدة، لغة الجبال التي لم تتعلمها هي بعد.
تجفل البطلة فوق لقائها بالحارستين وتشعر بغصة عظيمة حتى انها تبدأ في البكاء والسؤال: “لماذا جعلت من أشخان والآم رفيقتاي في السفر؟ الم يكن بامكانك ان تجعل (فرح وسلام) يرافقاني. لكن الحبيب يذكّرها الراعي بوعدها بالثقة الكاملة فيه. وعلى الفور تبدي الحبيبة الخضوع وتخبره انها تحبه حقا. فحتى اذا طلب منها المستحيل فانها لن ترفض.. فليس في العالم (في نظرها) سوى شخصه المحبوب.
يبتهج الراعي باجابتها ويضحك. وتتردد ضحكته عبر الصخور للوادي الضيق. "حتى ان كل سلسلة الجبال كانت تضحك معه. وارتفع الصدى الى اعلى قافزا من صخرة الى اخرى ومن جرف الى اخر وصوﻻ الى اعلى قمة، حتى بدا وكان اخر صدى خافت له وصل الى عنان السماء”.
وتترنم الحبيبة مرحبة بالحزن واﻻلم وتقول:
“دع اﻻشجان تعمل عملها.. فانها ترسل حلاوة..”.
يتركها الراعي وهو يردد: “ارجع يا حبيبتي الظبي او غفر اﻻيائل على الجبال المشعبة"(نش2: 17). لقد قفز الراعي الى صخرة مرتفعة (مثل ايّل قوي) وتكرر اﻻمر بسرعة وفي لحظات اختفى من امام ناظريها.
ويختم الفصل بتلك الحقيقة السامية:
ان نمو ارجل اﻻيل ، ما هو اﻻ عملية سرية، ﻻ يراها احد. ويوما ما سيكون لها هذه الاقدام لتقفز مع حبيبها فوق الجبال وتتسلق المرتفعات.
الفصل الخامس:
يعلو الصراع رويدا رويدا حتى يتطلب من القارئ ان يحبس انفاسه وهو يقرا عن صراعها مع افراد اسرتها (وحقا كما قال الرب يسوع "اعداء اﻻنسان اهل بيته"). لكن هورنارد قبل ان تجعلنا ننخرط في صراع البطلة تطمئننا على الحبيبة فتقول "في كل مرة كانت على وشك اﻻتداد كانت تتشبث بيد احدى الحارستين، كانت تنتابها غصة من المرارة ، ولكن حالما تقبض يداهما عليها تختبر قوتهما الفائقة.