26 مارس 2022

رواية ١٩٨٤



اسم الرواية 1948
تاليف: جورج اورويل
يبدا الكاتب بوصف مكان وتاريخ وقوع اﻻحداث . المكان بلد تخضع للحكم الشمولي، والزمان ، ابان الحقبة الشيوعية. لقد صور ببراعة مدى الخوف من الرقابة الصارمة لنظام الحكم الذي قام على اربع وزارة وجاءت تسمياتها مناقضة لما تؤديه من مهام: وزارة الحقيقة، السلم، الحب، واخيرا الوفرة.
مشهد اﻻفتتاحية يصور لنا بطل القصة ونستون وهو يعود الى شقته بعد انتهاء يوم العمل، يجلس الى منضدة ويبدا في تدوين يومياته. 
لم يكن ذلك غير مشروع ﻻن القوانين ما عادت موجودة اصلا، لكن كان من المحتمل الظن ان عقوبة ذلك ، ان اكتشف، هي الموت او اﻻشغال الشاقة المؤبدة على اقل تقدير. كانت الكتابة على الورق فعلا حاسما.
ثم يصف المؤلف الدافع "لمن عساه يكتب هذه المذكرات؟ خطر هذا السؤال على باله على نحو مفاجئ! من اجل المستقبل من اجل الذين لم يولدوا بعد!.
اقتباس:
جلس بعض الوقت محدقا في الصفحة امامه ببلادة. ولم يكن من الغريب انه نسى القدرة على التعبير عن نفسه بل ايضا نسى ما كان يعتزم كتابته في اﻻصل. لقد انفق اﻻسابيع الماضية في اﻻستعداد لهذه اللحظة. ولم يخطر في باله ابدا انه سوف يحتاج الى شئ ، عدا الشجاعة! اما الكتابة نفسها فسوف تكون سهلة. لم يكن عليه اﻻ ان ينقل الى الورق ذلك الحوار المضطرب مع النفس المستمر من غير نهاية، الذي يجري في راسه منذ سبعة سنوات.. لكن ذهن نضب في هذه اللحظة حتى من ذلك الحوار..
مضت الثواني تباعا. وما كان واعيا ﻻي شئ، اﻻ ذلك الفراغ على الصفحة امامه، .. وعلى نحو مفاجئ وجد نفسه يكتب وقد تملكه شجاعة مستميتة. فحين تسد اﻻبواب ﻻ يبق اﻻ اﻻصطدام بالجدار ومحاولة فتح ثغرة فيه.
.. 
وتوقف فجاة عن الكتابة جزئيا ﻻن غصة منعته. لم يكن يعرف الشئ الذي جعله يصب هذه الكلمات. لكن اﻻمر الغريب هو ان ذكرى مختلفة تماما انجلت في ذهنه بينما كان يفعل ذلك.. انجلت الى درجة ان خالها مكتوبة امامه. كانت هذه الحادثة هي التي جعلته..
عيناه عادت تحدقان الى الورقة امامه. واكتشف انه بينما كان يجلبس مستغرقا في التامل كان يكتب ايضا .. وكان ذلك فعلا ﻻ ارادي.. لقد انساب القلم رشيقا فوق الورق الصقيل فكتب بحروف انيقة:
احبك .. احبك.. كتبها حتى ملا بها نصف صفحة..
شعر باغراء تمزيق الصفحة..
لكنه لم يفعل.. ﻻنه يعرف انه سواء تابع كتابة هذه المذكرات او ﻻ فلا فرق ايضا. 
استند بظهره الى كرسيه وهو يشعر ببعض الخجل من نفسه. وفي اللحظة التالية قرع الباب فاجفل اجفاﻻ عنيفا. كان ثمة من بالباب.
جلس ساكنا مثل فار مذعور.. راوده امل واه بان من يقرع سينصرف بعد المحاولة اﻻولى. لكن هيهات! تررر القرع على الباب. اسوا اﻻشياء على اﻻطلاق ان يتاخر. كان قلبه يدق مثل طبل..
بالباب سيدة. كانت لديها عادة قطع الجملة في منتصفها..
كان زوجها نشيطا وغبيا غباءا يبعث على الشلل .. كان كتلة من الحماسة الحمقاء.. واحدا من اولئك المخلصين الكادحين.
كان اﻻطفال يتم برمجتهم لعبادة الحزب، عبادة اﻻخ اﻻكبر. . وكان هذا نوع من اﻻلعاب الممتعة بالنسبة لهم


وفجاة وجد نفسه يفكر فيه من جديد.
منذ كم من الزمن؟ ربما سبع سنوات.. حلم مرة انه يمشي..
كانت تلك عبارة تقريرية وليست حوارا حقيقيا. لم تبد الكلمات ذات معنى اﻻ بعد مدة من الزمن وعلى نحو متدرج.
لم يعد واثق اﻻ ان يثق.. انها 
اننا نحارب من اجل احلال السلام.
كان احساس النشوة بالكتابة يزول محا بدله احساسا بالخواء.
التفكير المزدوج..
لماذ يكتب؟ امن اجل المستقل؟ ام من جل الماضي؟ .. امن اجل زمن ﻻ يوجد اﻻ في مخيلته.. سوف تتحول مذكراته الى رماد.وسوف يتحول نفسه الى بخار يظهر ليلا ثم يضمحل.
لقد كان وحيدا مثل شبح ينطق بحقيقة لن يسمعها احد. 
يمكن للمرء ان يواصل التراث البشري ﻻ عن طريق جعل صوته مسموعا، بل عن طريق البقاء بعيدا عن الجنون.

عاد الى طاولته. وامسك قلمه وكتب:
الى المستقبل او الى المااضي.. الى زمن يكون فيه الفكر حرا. والحب ابديا. واﻻرواح صافية.عندما يكون البشر مختلفين الى زمن تكون فيه الحقيقة.
اﻻن وبعد ان ادرك الموت صار مهما ان يحيا اطول فترة ممكنة.
***
كان يحلم بوالدته.. ﻻبد ان كان في العاشرة.. مع تنهيدة عميقة لم تمنعه من.. (يستكمل)

ليست هناك تعليقات: