مؤلف الرواية هو بوريس ليونيدوفيتش باسترناك و في يوم 23 أكتوبر عام 1958
رفضت روسيا أن يتسلم الروائي والأديب السوفيتي مؤلف رواية "دكتور زيفاجو"
جائزة نوبل في الآداب نظرا لأن الرواية تدين النظام .
وكان فوز
"دكتور زيفاغو" بجائزة نوبل عام 1958، أثار غضب النظام السوفيتي لاعتباره
إياها استفزازاً له من قبل الغرب، فأجبر باسترناك على رفض الجائزة، وعاش
الكاتب معزولاً إلى حين وفاته عام 1960، بعمر 70عاما.
الغريب..الخائن:
خلال
حياته في روسيا اضطهد كما حال كل المثقفين آنذاك وحوصر تماما حين رفض عام
1937 التوقيع على رسالة تأييد للمحاكمات الستالينية معرضا حياته وحريته
للخطر حيث وضعته السلطة الستالينية تحت المراقبة وصورته إنسانا معزولا عن
العالم ذاتيا إلى أبعد الحدود ثم أطلقت عليه لقب "المهاجر الداخلي"،
"المرتد"، "الغريب عن الشعب"، و"الخائن". حينها قال باسترناك واصفا حاله
"العقل مختنق والأفق والأفكار بلون التبغ".
كما ردّ على هذه
الاتهامات حين صَرّح أن الذات ليست إلا خليةً اجتماعية في الجسم الاجتماعي
العام، وأن الثورة الحقيقية لا تكون إلا بإعادة الإنسان إلى الطبيعة".
إن أهم ما كتبه باسترناك نثراً كان روايته "الدكتور زيفاجو" التي نشرت في إيطاليا عام 1957 مترجمةً إلى الإيطالية أولاً ثم تلتها طبعة بالروسية. وقد عبَّر باسترناك في روايته عن أزمة الثقة العميقة التي كان يعاني منها، والتي تمثلت في علاقته بالثورة والحرب والسلطة. يقول المؤلف في رواية "دكتور زيفاجو":
"ولد الانسان كي يعيش لا أن يهيئ للحياة".
عرَّف عديد من
النقاد رواية "دكتور زيفاجو" بأنها أعظم رواية روسية خلال القرن العشرين.
إنها سيرة ذاتية في جزء منها ورواية ملحمية في جزئها الآخر، إنها قصة
متعددة الطبقات بدأت بموت والدة يوري زيفاجو، الرجل الغني الذي انتحر جراء التأثير المحبط الذي مارسه محاميه كوماروفسكي عليه. الرواية
تجمع فن الطب والعلاقات العائلية والحب والسرد في مقابل الخبرة والثورة
والمجتمع والحرب.
وتحكي قصة شاعر الطبيب "يوري زيفاجو"
وقصة حبه وعشقه لحبيبته على خلفية الثورة البلشفية, وقد تم منع هذه الرواية
في الاتحاد السوفييتي حتى عام 1987.
تناولت
رواية "دكتور زيفاجو" أحداثاً تدور بين عامي 1903 و1929، وهي أعوام الضياع
والاضطرابات الدموية في روسيا. وقد أثارت الرواية عند صدورها جدلاً كبيراً.
فبطل الرواية الدكتور زيفاجو يرفض العنف المتبادل بين الحمر والبيض،
ويقول: "إن عبارات مثل: فجر المستقبل، وبناء عالم جديد، ومستقبل الإنسانية
في أيدي هذه الطليعة... عباراتٌ لا معنى لها". ويعود الدكتور زيفاجو إلى
موسكو عام 1922 ليعيش في فقر مدقع، ويشعر في أحد أيام عام 1929 بالغثيان
متأثراً بكل ما يدور حوله فينزلق من الحافلة التي يستقلها مرتطماً بالأرض
ليصبح جثةً هامدة، وهو في ذروة عشقه للحياة، مخلفاً وراءه بعض القصائد. أكد
باسترناك في روايته النزعة الإنسانية ورفض العنف.
من مشاهد الرواية
الشهيرة: زيفاجو في عربة الترام الذي بلحظة خاطفة يلمح عن بعد
حبيبته لارا تمشي على الرصيف المحاذي للشارع الذي يعبره الترام. يحاول اللحاق
بها ويلهث وراءها كحلم، ودون أن يتسنى له لفت انتباهها، ودون أن تدرك هي أن حبيب عمرها كان وراءها على مسافة بضع خطوات، يقع أرضا وتباغته سكتة قلبية، ليموت على الرصيف الذي كانت قد عبرته حبيبته لتوها. هكذا عبّر
لنا باسترناك عن لهاثنا المخيف وراء السعادة.
بقى ان نذكر ان رواية "دكتور
زيفاجو" تحولت إلى فيلم سينمائي ملحمي عام 1965 م، بطولة عمر الشريف وجولي كريستي، حصد خمسة جوائز أوسكار.
قم بتحميل الرواية من هذا الرابط من هنــــا